علوم البلاغة

 


علوم البلاغة "معان، بيان، بديعٌ"

 أولاً مع متن الجوهر المكنون في صَدَفِ الثلاثة فنون

 
ثانياً مع علوم البلاغة
"المعاني، البيان، البديعٌ"

المعاني
الخبر والإنشاء. الذكر والحذفُ
التقديم والتأخير. الإيجاز والإطناب
البيان
تمهيد وتعريف. التشبيه وأقسامه
المجاز وأقسامه. الكناية وأنواعها
البديع
محسنات معنوية. محسنات لفظية

*****

توْطئةٌ
البلاغة والجمال
البشرُ يهوى الجمال ويتوخاه في آثار الطبيعة كما يتحراه في آثار الفكر، فالأول يبدو في آثار الكون وما فيه من تنوع وانسجام. والثاني ينبثق من العقل ويبرزهُ الفنُّ.
يرى أحدنا منظراً حسناً فيروقُهُ جملة لكنه يغفل عن دقائقه، فإذاً صورة مصور حاذق وأسبغ عليه من فنه ما يوائمه من ألوانه ويلائمه من ظلال برز لنا في غاية الرواء والجمال.
ويمر الملأ بأشجار الصفصاف على ضفاف النهر فلا يفطنون إلى ما يكمنُ فيها من جمال حتى يصفها الشاعر بقوله:
وتُرخي علينا للغصون ذوائباً ... يسرحها كف النسيم بلا مشط
ولما شاهد أحمد شوقي مغاني دمشق وما يكتنف برداها من أفنان وارفةٍ وأطيار ساجغة ومناطر ساحرة أخذته هزةُ الطرب وأضفى عليها من روعة فنه ودقة وصفه ما أكسبها بهاء على بهاء وجمالاً على جمال فقال:
دخلتها وحواشيها زمردة ... والشمس فوق لجين الماء عقيانُ
جرى وصفق يلقانا بها بردى ... كما تلقاك دون الخلد رضوان
والحور في دمر أو فوق هامتها ... حور كواشف عن ساق وولدان
وربوة الواد في جلباب غانية ... الساقُ كاسيةٌ والنحر عريانُ

*****

والطير تصدحُ من خلْف العيون بها ... وللعيون كما للطير ألحان
وقد صفا بردى للريح فابترذتْ ... لدي ستورٍ حواشيهن أفنان
وفي يوم قائظ لأذ شاعر أندلسي بوادي (آش) ينعمُ بظله الظليل أهوائه البليل ومائه السلسبيل فجادت قريحته بما هو أرق من النسيم وأنعُم من النعيم فقال:
وقانا لفحة الرمضاء واد ... سقاهُ مضاعف الغيث العميمِ
حللنا دوحَهُ فحنا علينا ... حنو المرضعات على الفطيم
وأرشفنا على ظمأ زلالاً ... ألذ من الُمدامة للنديم
يصدُّ الشمس أنى واجهتنا ... فيحجبها ويأذن للنسيم
تروعُ حصاهُ حالية العذارى ... فتلمس جانب العقد النظيم
أما البحتري فقد وصف الربيع بما يشبهُ الدر ويحكي السحْر، فمثلهُ فتى وسيماً باسماً مائساً يهمُّ بالكلام فقال:
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً ... من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وقد نبه النوْرُوز في غسق الدجى ... أوائل ورْد كن بالأمس نوَّما
يُفتقُها بردُ الندى فكإنما ... يبث ُّحديثاً كان قبل مكتَّما
هذه أمثلة من ومضات العقل ولمسات الفن. والوصول إلى تذوق أمثالها يكون بمعرفة علوم البلاغة فإنها تهب دارسها ملكة تهديه إلى مواطن الجمال في آثار الفكر من نظم ونثر، وترشده إلى تخير الألفاظ الحسنة والمعاني الشريفة حتى يبلغ بالمران ما يرومُهُ من لذاذةٍ فما يقرأ أو يكتب أو ينظم.
* * *

*****

عُلوم البلاغةِ
هي من أجل علوم العربية قدراً، وأجزلها نفعاً، بها يظهر إعجاز القرآن وتُجلي عرائس البيان، وبفضلها يهْتدى إلى حسْن اللفظ وجودة الوصف ولطف الإشارة وحسن الاستعارة. فإذا كان اللفظُ فصيحاً والمعنى شريفاً صنع في القلوب صنيع الغيث في التربة الكريمة.
قال أحد البلغاء: لا يوصف الكلام بالبلاغة حتى يتسابق لفظُهُ معناه ومعناه لفظهُ فلا يكون لفظهُ إلى سمعك أقرب من معناه إلى قلبك.
وقال الأصمعي: البليغ من طبَق المفصِل وأغناك عن المفسَّر.
وقال أحمد بن سليمان: أحسن الكلام ما لا تمُجُّهُ الآذان، ولا تتعبُ فيه الأذهانُ.
ولابدّ لطالب البلاغة من معرفة النحو والصرف واللغة والعروض، وأن يكون ذا ذوق سليم يهتدي به إلى تخير الألفاظ الفصيحة والمعاني الشريفة.
وعلوم البلاغة ثلاثة: المعاني والبيان والبديع.
* * *

*****

المعاني
الخبر والإنشاء. الذكر والحذف
التقديم والتأخير. الإيجاز والإطناب

****







علم المعاني
هو قواعد يُعرفُ بها مطابقة الكلام لمقتضى الحال. وخيرُ الكلام ما شاكل الزمان. وفي المثل: (لكل مقام مقالٌ) ، وملاكُ الأمر في هذا العلم أن تكون الكلمة مأنوسة غير غريبة ولا متنافرة الحروف، وأن يكون الكلام المركب وحسن التأليف منرها عن التعقيد لا يحوج سامعة إلى كدَّ ذهن وإعمال فكْر. فخيرُ الكلام ما لا تمجُّه الآذان ولا تتعبُ فيه الأذهان.
وفي رأي المأمون: "هو ما فهمتهُ العامةُ ورضيتهُ الخاصةُ".
ومن أبوابه: الخبرُ والإنشاء، والذكر والحذفُ، والإيجاز والإطنابُ.
الخبرُ والإنشاءُ
الخبرُ: ما يحتمل الصدق والكذبَ. فإن كان واقعا فهو صدق وإلا فكذب. والخبر من حيثُ تقبلهُ وإنكارهُ ثلاثة أنواع: ابتدائي وطلبي وإنكاري.
فالابتدائي يُلقى من غير توكيد.
والطلبي يؤكد بمؤكد واحدٍ.
والإنكاري بمؤكدين أو أكثر بحسب درجة التردُّد.
ويكون التوكيد بإن وأن وأحرف التنبيه ولام الابتداء والقسم وقد والحروف الزائدة. تقول: أخوك قادم، إنه أخاك قادم، إنهُ لقادم. والله إنه لقادمٌ.
الإنشاء: ما لا يصح أن يُقال لقائله إنه صادق أو كاذب. ويكون بالأمر والنهي

*****

والاستفهام والتمني والتعجب والنداء نحو: أحفظ لسانك. ولا تؤذ جارك. وما أحسن الوفاء. ويا أيها الرجل.
شواهد
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
لا تنهَ عن خلقِ وتأتي مثلهُ ... عار عليكَ إذا فعلتَ عظيم
ليت الكواكبَ تدنو لي فانظمها ... عقود مدح فما أرضى لكم كلمي
الذكرُ والحذفُ
الذكر: الأصل في تركيب الجملة أن يذكر المسند إليه والمسند إذا لم تقم قرينة تدل عليه وإلا كان الكلام غامضاً. ويحسن ذكر أحدهما إذا وجدت قرينة لدواع بلاغيةٍ تزيد الكلام حسناً وبهاء كالفخر والمدح والرثاء والتلذذ.
الفخر:
وإني لحُلو تعتريني مرارةٌ ... وإني لتراك لما لم أعود
كررّ هنا المسند إليه (وإني) للفخر.
المدحُ:
فعباسٌ يصد الخطب عنا ... وعباس يجيرُ من استجارا
كرر اسم (عباس) مبالغة في المدح.
الرثاء:
أعينيَ جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر الندى
ألا تبكيان الجرئ الجميل ... ألا تبكيان الفتى السيدا
كررتْ الخنساء (ألا تبكيان) توكيداً للتفجع.

*****

التلذذ:
بالله يا ظبيات القاع قُلْن لنا ... ليلاَي منكن أم ليلى من البشر
كرر اسم (ليْلى) تلذذا.
ومثلهُ:
سقى الله نجداً والسلام على نجد ... ويا حبذا نجد على القرب والبعد
الحذفُ: من محاسن اللغة العربية أن بلاغة القول أحياناً تكون بحذف أحد ركني الجملة كقولك: فلان يأمر وينهي. أي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. فلو أظهرت المحذوف هنا لنزل قدر الكلام. ومن أروع أمثلة الحذف ما جاء بسورة القصص (23) بصدد التقاء موسى ببنتي شعيب وهو: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ (1) وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ (2) قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي (3) حَتَّى يُصْدِر َ (4) الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا (5) } .
(1) يسقون مواشيهم (2) تذودان أغنامهما (2) لا نسقي أغنامنا (4) يصدر
الرعاة مواشيهم (5) فسقى لهما أغنامهما.
ومن دواعي الحذف: المدح والذم والاحتقار والخوف منه والعلم به.
المدح:
لسنٌ إذا صعدِ المنابر أو نضا ... قلما شأى الخطباء والكُتَّابا
حذف هنا المبتدأ أي (الممدوح) تعظيماً لشأنه.

*****

الذم:
حريص على الدنيا مضيع لدينهِ ... وليس لما في بيته بمضيع
حذف المبتدأ أي (المذموم) استنكاراً لبخله.
الاحتقار:
لئن كنت قد بلغتَت عني وشايةٌ ... لمبلغكَ الواشي أغش وأكذبُ
لم يذكر المسند إليه احتقاراً لشأنه.
الخوف منه:
نبئْتُ أن أبا قابوس أوعدني ... ولا قرار على زأرٍ من الأسَدِ
كنى عنه خوفاً من شره
العلمُ به:
أسرتُ وما صحبي بعزلٍ لدى الوغى ... ولا فرسي مهر ولا ربهُ غُمرً
حذف الآسر للعلم به.
تفسير
الندى: الجود. اللسن: الفصيح البليغ. نضا السيف: ستلهُ. شأي: سبَقَ. الغمر: بالضم من لم يجرب الأمور. أوعد: وعدَ بالشر.
التقديم والتأخير
التقديم والتأخير: ولما كانت الألفاظ قوالب المعاني وكان بعضها أكثر دلالة على المعنى من غيره حسن تقديم ما حقهُ التأخير من ركني الجملة؛ لأن تقديمه يرمي إلي مطابقة الكلام لمقتضى الحال.
ومن أغراض هذا الباب: التخصيص. وسلب العموم. وعموم السلب، والتعجبُ الإنكاري. والتشويق إلى المتأخر.

*****

التخصيص:
لك القلم الأعلى الذي بشباته ... تصاب من الأمر الكلي والمفاصلُ
وخصص هنا الممدوح دون سواه بالقلم البليغ.
سلب العموم: والمراد به تقديم أداة النفي على أداة العموم كقولك: "ما كل ما يعلم يقال" أي: لا يعلم كل القول بل بعضه. ومنه قول المتنبي:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
قدم أداة النفي على (كل) يريد: لا يدرك كل ما يتمناه بل تعضه.
عموم السلب: والمراد به تقديم العموم على النفي كقولك: "كل ما يقوله الخضم غير صحيح" أي: جميع أقواله غير صحيحة. ومنه قول الشاعر:
قد أصبحت أم الخيار تدعي ... على ذنباً كلهُ لم أصنع
قدم أداة العموم (كلهُ) على أداة النفي (لمْ) أي كل ذلك لم يصنًعْ.
التعجب الإنكاري:
أعندي وقد مارست كل خفيةٍ ... يصدقُ واش أو يخيبُ سائلُ
قدم (أعندي) على (يصدق) تعجباً واستنكاراً.
التشويق إلى المتأخر:
ثلاثة ليس لها إياب ... الوقت والجمالُ والشبابُ
قدم الخبر وأخر المبتدأ تشويقاً إلى المتأخر.
تنبيهٌ
ثمة مسألة يحسن الانتباه إليها وهي الفرق بين وجوب النفي ونفي الوجوب.
فتفي الوجوب: أن يتقدم النفي على الوجوب نحو: لا يجبُ أن يضربَ الغلام.
ووجوب النفي: أن يتقدم الوجوب على النفي نحو: يجب أن لا يضرب الغلام.

*****

ففي المثال الأول نفي وجوب الضرب وإباحة جوازه.
وفي المثال الثاني إثبات وجوب عدم الضرب ومنع جوازه.
الإيجاز والإطنابُ
كانت العرب توجز تارة وتسهب تارة. ولكل من النوعين مكان يليق به وموضع يحسن فيه. فالاقتضاب يكون عند البداهة. والإطناب يكون يوم الغزارة. وسئل أبو عمرو بن العلاء: هل كانت العرب تطيلُ؟ قال: نعمْ، ليسمع منها. وسئل: هل كانت توجز؟ قال: نعم، ليحفظ عنها. ومدارُ الأمر على الإفهام والتفهيم، وخير الكلام ما شاكل الزمان.
الإيجاز: هو تأدية المعنى بعبارة ناقصة عنه فرب قليل يغني عن الكثير. وهذا الباب دقيق المسلك، لا يرتقي إليه إلا ذوو الفصاحة والزّكن. قال أحد النقاد: "أحسن الكلام ما كان قليلة يُغنيك عن كثيره ومعناه في ظاهر لفظه".
ومن فوائد الإيجاز حسن التخير ودقة التفكير وتقريب الفهم وتسهيل الحفظ. وأكثر ما يوجد الجيد منه في آي الذكر الحكيم وحديث الرسول الكريم وخطب البلغاء، وأقوال الحكماء وفي أمثالهم السائرة، قال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} ، وقال: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} ، وقال: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} ، وفي الحديث الشريف: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك". ومن كلام الإمام علي: "قيمة
كل امرئ ما يحسنُ". ومن كلام أكثم بن صيفي: "الصدق منجاة والكذب مهواة، والحزم مركب صعبً والعجز مركب وطيء. آفة الرأي الهوى، من شددَ نفر ومن تراخى تألف. رب قول أنقذ من صوْل". ومن أقوال البلغاء: "المرء بأصغريه قلبه ولسانه. حسبك من شر سماعه. أنجز حر ما وعد. الشرط أملك عليك أم لك. من صدقت لهجته وضحت حجته. الليل أخفى للويل. القتل

*****

أنفى للقتل. إن البلاء موكل بالمنطق. لسانك سبعُك، إن قيدتهُ حرسكَ وإن أطلقتهُ افترسك. سلامة الإنسان في حفظ اللسان. خلفُ الوعد خلق الوغد". ومن أمثال العرب: "يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق".
الإطناب: هو تأدية المعنى بعبارة تزيد عن مع وفائها بالغرض وإلا عد تطويلاً. ومن فوائده أنه يثبت المعاني في الذهن ويكسبُها رونقاً وجمالاً كالوردة لا يبدو للناظرين حسنُها إلا بعد أن يتفتق كمها. قال تعالى على جهة التفصيل: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} . وللبحتري في هذا المعنى جولات لطاف منها قوله:
تردد وفي حقلي سُؤدد ... سماحاً مرجى وبأساً مهيبا
فكالسيف إن جئته صارخاً ... وكالبحر إن جئته مستثيبا
وقوله على جهة التثميل:
دنوت تواضعاً وعلوت مجداً ... فشأناك انخفاض وارتفاعُ
كذاك الشمسُ تبعد أن تسامى ... ويدنو الضوء منها والشعاع
وقوله:
ذات حسن لو استزادت من الحسـ ... ـن إليه لما أصابت مزيدا
فهي كالشمس بهجة والقضيب اللدنِ قداً والرئم طرفا وجيدا
وللجاحظ في رسائله المشهورة وفي فواتح كتبه إسهاب مستعذب كقوله في مستهل كتابه (البيان والتبيين) : "اللهم إنا نعوذ بك من فتنة القول كما نعوذ بك من فتنة العمل. ونعوذ بك من التكلف لما لا نحسن كما نعوذ بك من العجب بما نحسنُ. وقديما تعوذوا بالله من شرهما وطلبوا السلامة منهما".
* * *

*****









البيان
تمهيد وتعريف
التشبيه وأقسامهُ
المجاز وأقسامهُ
الكناية وأنواعها

*****

علم البيان
هو الحلبُة التي يتبارى في ميدانها أرباب الفصاحة والفطن ويتسابق فرسان البلاغة والزكَنِ.
وفي علو شأنه قال تعالى: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} وقال: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} .
وقال عليه السلام: "إن من البيان لسحراً".
وهو علم يتمكن به من إبراز المعنى الواحد بطرق مختلفة وتراكيب متباينة في درجة الوضوح. تقول: (فلان جواد هو كالسحاب سخاء. هو بحرٌ يفيض كرماً. المجد بين برديهْ) .
فالملمُّ بهذا الفن يختار من ضروب الكلام ما هو أبين لغرضه، فيقرب ما بين متباعد الألفاظ، ويؤلف بين مختلفها، ويولدُ منها معاني شتى بحسب ما هو من فطنة وما اكتسب من تجربة ومران.
وأركان البيان ثلاثة: التشبيه والمجاز والكناية.
التشبيه
التشبيهُ في اللغة صفقة الشيء بما يقاربهُ ويشاكلهُ، ويراد به تقريب الصفة وإفهام السامع.
وفي الاصطلاح إلحاق أمر بأني في صفة بأداة. فالأمر الأول مشبهٌ، والثاني مشبهُ به، والصفة وجهُ الشبهُ، والأداة الكاف وكأن وشبهُ ومثل وكل ما يفيد معنى التشبيه كحسب وظن وحكي وروى نحو: (العلم كالنور في الهداية) فالعلمُ

*****

مشبهُ، والنور مشبهٌ به، والهداية وجه الشبه، الكاف أداة التشبيه.
فالتشبيه خمسة أنواع: مرسلٌ ومؤكد وبليغ وتمثيل ومقلوبٌ.
المرسلُ: ما ذكر فيه الأداة ووجهُ الشبه نحو:
كأن أخلاقك في لطفها ... ورقة فيها نسيم الصباح
المؤكدُ: ما خلا من الأداة نحو:
أنت نجم في رفعةٍ وضياء ... تجتليك العيون شرقاً وغربا
البليغ: ما خلاً من الأداة ووجه الشبه نحو:
الأرض ياقوتة والجو لؤلؤة ... والنبتُ فيروزجٌ والماء بلورُ
المقلوبُ: ما جعلل فيه المشبهُ مشبهاُ به نحو:
يريك إذا بدا وجهاً ... حكاه الشمس والقمرُ
التمثيل: ما كان وجه الشبه فيه منتزعاً من متعدد أي تشبيه حالة بحالة نحو:
وكأن أجرام السماء لوامعاً ... دررٌ نثرن عن بساط أزرقِ
شبه حالة النجوم تلمع في السماء بحالة بساط أزرق نثرت عليه درر بيضاء. ُ
شواهد
كأنهم في ظهور الخيل نبت ربى ... من شدة الحزم لا من شدة الحزمِ
إذا قامت لحاجتها تثنتْ ... كأن عظامها من خيزران
وكأن محمرَّ الشقيـ ... ـق إذا تصوب أو تصعد
أعلام ياقوت نشرْ ... ن على رماح من زبرجدْ
كأن الثريى والنجوم وراءها ... قناديل رهبان دنت لخمود
كأن سهيلاً والنجوم وراءه ... صفوف صلاة قام فيها خطيبُها
قي صفحة البدر شيء من تلهبها ... وللقضيب نصيب من تثنيها
وبدا الصباح كأن غرتهُ ... وجه الخليفة حين تمتدحُ

*****

تنبيه
التشبيه ميدان يتسابق فيه فرسان البلاغة وأمراء القريض، وقد تفننوا في ضروبه وتنافسوا في فنونه. فبعضهم أورد تشبيهين في بيت واحد وأورد غيره ثلاثة فأربعة، فمن التشبيهين في بيت واحد قول امرئ القيس:
كأن قلوب الطير رطباً ويابساً ... لدى كرها العناب والحشفُ البالي
وقول بشار:
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا ... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبُه
والثلاثة كقول المرقش:
النشرُ مسك والوجوهُ دنا ... نيرٌ وأطراف الأكفَّ عنمْ
والأربعة كقول أبي الطيب:
بدت قمراً ومالت خوط بان ... وفاحت عنبراً ورنت غزالاً
المجازُ
المجار: هو اللفظ المستعمل في غير ما وصغ له علاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي. فإن كانت علاقته المشابهة سمي استعارة وإلا فمجازاً مرسلاً أو مركباً أو عقلياَ.
الاستعارة: هي تشبيه حذف أحدُ طرفيه ووجهة وأداتهُ كقولك: (فلان يتكلم بالدُّرر) فالكلام مستعار له، ولفظ الدرر مستعار منهُ، والعلاقة بينهما الحسْن، والقرينة يتكلم.
والاستعارة قسمان: مصرحة ومكنيةٌ.
فالمصرحَةُ: ما صرح فيها بلفظ المشبه به نحو:
فأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت ... ورداً وعضت على العناب بالبردِ

*****

فقد استعار اللؤلؤ للدموع والنرجس للعيون والورد للخدود والعناب للأنامل والبرد للأسنان على سبيل الاستعارة المصرحة.
والمكنيةُ: ما حذف فيها المشبهُ به ورمز إليه بشيء من لوازمه كقوله:
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيتَ كل تميمةٍ لا تنفعُ
استعار الوحش المفترس للمنية ثم حذفهُ وكنى عنه بشيء من لوازمه وهو إنشابُ الأظافر على سبيل الاستعارة المكنية.
شواهد
فزحرحت شفقاً غشى سنا قمر ... وساقطت لؤلؤاً من خاتم عطر
قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم ... طاروا إليه زرافات ووحددانا
أثمرت رمحك من رؤوس كماتهم ... ولما رأيت الغصن يعشق مثمراً
فتى كلما فاضت عيون قبيلةٍ ... دما ضحكت عنه الأحاديث والذكر
أتته الخلاقة منقادة ... إليه تجرر أذيالها
ولم أر قبلي من مشى البحر نحوهُ ... ولا رجلاً قامت تعانقهُ الأُسدٌ
لا تعجبي يا سلمُ من رجل ... ضحكَ المشيب برأسه فبكى
وإذا العناية لاحظتك عيونها ... نم فالمخاوف كلهن أمانُ
قامت تظللني من الشمس ... نفس أيعزُّ علي من نفسي
قامت تظللني ومن عجب ... شمس تظللني من الشمس
أنت في خضراء ضاحكة ... من بكاء العارض الهتنِ
عضنا الدهر بنابهُ ... ليت ما حل بنابهْ
المجاز المرسل: هو مجاز علاقته غير المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي كالسببية والمسببية والجزئية والكلية والحالية والمحلية واعتبار ما كان واعتبار ما سيكون، وإليك أمثلتها:

*****

المسببية: نحو: (أمطرت السماء نباتًا) أي مطراً يتسبب عنه النبات، ومثله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} أي من سلاح يحدث القوة
والمنعَةَ.
السببية: نحو: (عظمت يد فلان عندي) أي نعمته التي سببها اليدُ.
الجزئية: نحو: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} أي عتق عبد من إطلاق الجزء وإرادة الكل، ومثله: (بث القائد عُيونهُ) يريد جواسيسه.
الكلية: نحو: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} يريد أناملهم وهي رؤوس الأصابع أي جزء منها، فقد ذكر الكل وأراد الجزء.
الحالية: نحو: (نزلت بالقوم فأكرموني) أي بدارهم فقد ذكر الحال وأراد المحلّ. ونطيره قول أحمد شوقي:
نزلت فيها بفتيان جحاجحَةٍ ... آباؤهم في شباب الدهر غسان
باعتبار ما كان: نحو: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} أي البالغين الذين كانوا صغاراً أيتاماً. ومثله: (شربت بنا عدنياً) أي قهوة كانت بنا.
باعتبار ما سيكون: نحو: (غرست اليوم أشجاراً) يريد غراساَ ستكون أشجاراً. ومثله: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا} أي عنباً سيكون خمراً.
المجاز المركب: هو ما أرسل لغرض يفهم من سياق الكلام في بيت أو مثل أو حكمة. والأغراض هي: التحسر والتهكم والازدراء والنصح وغير ذلك نحو:
أخذت من شبابي الأيام ... وتولى الصبا عليه السلامُ
من يهن يسهل الهوانُ عليه ... ما لجرح بميتِ إيلامُ
مثل النهار يزيد أبصار الورى ... نوراً ويعمي أعين الخفاشِ
إن الأفاعي وإن لانت ملامسهُا ... عند التقلب في أنيابها العطبُ

*****

المجاز العقلي: هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو له كقولك: (شيبتني الوقائع) ، فإسناد الإجابة إلى الوقائع مجاز عقلي. ومنه الإسناد إلى الزمان والمكان والمصدر.
فإلى الزمان نحو:
كلما أنبتَ الزمان قناة ... ركب المرء في القناة سِنانا
وإلى المكان نحو: {وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ} والحقيقة أن الجريان للماء لا للأنهار.
وإلى المصدر نحو:
سيذكرُني قومي إذا جد جدهم ... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدْرُ
شواهد
أشاب الصغير أفنى الكبير ... كرُّ الغداة ومر العشيّ
إني لمن معشر أفنى أوائلهم ... قيل الكماه ألا أين المحامونا
ستبدي لك الأيامُ ما كنت جاهلاً ... ويأتيك بالأخبار من لم تزوَّد
هرمتني قبل إبان الهرمْ ... وهي إن قلتُ كلي قالت نعَمْ
الكنايِة
هي من أبلغ أنواع الكلام وأرفعه شأناً وأذقهُ فكرة، لا يدرك مراميها إلا كل فطن فهم لما تحويه من دقة الإشارة وبعد الاستعارة.
وعرفها ابن رشيق بقوله: الكناية ومعناها الإشارة والإيماءة هي من غرائب الشعر وملحهِ. وهي بلاغة عجيبة تدل على بعد المرمى وفرط المقدرة، وهي في كل نوع من الكلام لمحة دالة واختصار وتلويح يعرف مجملاً ومعناه بعيد من ظاهر لفطهِ.

*****

وعرفها البلاغيون بقولهم: الكناية لفظ يطلق ويرأد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الأصلي. تقول: هو واسع الصدر، أي حليم. ويجوز وأن يكون واسع الصدر حقا. وتقول: هي نؤوم الضحى، أي مترفَة. ويجوز أن تكون نؤوم الضحى فعلاً.
أقسام الكناية
تنقسم باعتبار المكني عنه إلى ثلاثة أقسام: صفة ونسبة وغير صفة ونسبة.
فالصفة كقول الخنساء: (طويل النجاد رفيع العماد) أي مديدُ القامة، سيد كريم.
والنسبة كقولهم: (تأزرَ بالمجد ثم ارتدى) كناية عن نسبة المجد إليه.
وغير الصفة والنسبة كقول أحدهم: (أأيقاظٌ أميةُ أم نيامُ؟) كناية عن الحضَّ على التنبه للخطر.
وتنقسم الكناية باعتبار الوسائط إلى أربعة أقسام: تلويح وورمز وإشارة وتعريض.
فالتلويح ما كثرت فيه الوسائط نحو: (كثير الرماد) كناية عن الكرم.
والرمزُ ما قلت فيه الوسائط نحو: (غليظ الكبد) كناية عن القسوة.
والإشارة ما خفيت فيه الوسائط نحو: (المجد في برديه) كناية عن تأصله فيه.
والتعريض ما يفهمُ من السياق كقولك للمؤذي: (خير الناس أنفعهم للناس) .
شواهد
امرؤ القيس:
وتُضحي فتيتُ المسك حول فراشها ... نؤوم الضحى لم تنتطقُ عن تفضل

*****

ابن أبي ربيعة:
بعيدة مهوى القرطِ إما لنوفَل ... أبوها وإما عبد شمس وهاشم
أحدهم:
لا ينزل المجد إلا في منازلنا ... كالنوم ليس له مأوى سوى المقَل
نصر بن سيار:
أرى خللَ الرماد وَميض نار ... وأخشى أن يكون لها ضرامُ
فإن لم يطفها عقلاء قوم ... يكون وقودها جثث وهَاُم
الأعشى:
يكادُ يقعدُها لولا تشدُّدُها ... عند القيام إلى"جاراتها الكسلُ
أبو الطيب:
إذا الجود لم يرزقْ خلاصاً من الأذى ... فلا الحمد مكسوباً ولا المالُ باقيا
تبيين كنايات الشواهد
في البيت الأول: كناية عن أنها مترفة منعمة.
في البيت الثاني: كناية عن ألا طويلة العنق كريمة المحتِدِ.
في البيت الثالث: كناية عن أنهم سادة أشراف والمجدُ متأصل فيهم.
في البيتين الرابع والخامس: كناية عن أن التنبيه إلى بوادر فتنةٍ عارمةٍ.
في البيت السادس: كناية عن أن الموصوفة عبلَةٌ سمينة.
في البيت السابع: كناية عن أن المنةَ تبطلٌ الصنيعَةَ.
* * *

*****

البديعُ
مُحسناتُ معنوِيَّةٌ. مُحسناتٌ لفظِيةٌ

*****



علم البديع
عندما بلغ الترف في العصر العباسي مداه وشمل جميع أنواع أمور الحياة أبتكر الأدباء البديع تزويقاً لشعرهم وتزييناً لنثرهم. بيد أن من خلفهم أكثروا من أنواعه حق أربت على مئة وخمسين نوعاً، ولزموا فيها ما لا يلزم من التعمل إظهاراً للبراعة وتنافساً في الصناعة حتى صاروا ينظمون ويكتبون بألفاظ كل حروفها معجمة أو مهملة كقوله أحدا:
أعددْ لحسادك حد السلاح ... وأورد الآمل ورد السماح
وقول الآخر:
فتنتني بجبين ... كهلال السعد لاح
وتعضهم أتى بكلمات حرف فيها معجم وحرف مهمل فقال: (أخلاق سيدنا تحَبُّ) . وصنع آخرون كلاما يقرأ طرداً وعكساً منها: (سور حماه بربها محروس) ، (دام علا العماد) ، (سر فلا كبا بك الفرسُ) ، (ربك فكبَّر) ، (رمح أحمر) .
ومن الإغراق في التعمُّل أن تظم أحدهم أبياتاً مزدوجة الألفاظ مختلفة المعاني إذاً صحفتْ بان أزيل نقطها بدت كل كلمتين برسم واحد فقال:
زينب زينب بقد َّيقدُّ ... وتلاهُ ؤيلاهُ نهدّ يهُدًُّ
جندُها جيدها وظرفّ وطرفٌ ... ناعسٌ تاعسٌ بخدَّ يخدُّ
فارقتني فارقْتني وشطتْ ... وسطت ثم نم وجدٌ وجدُّ

*****

وإنما أوردْنا هذه المثل للاطلاع لا للأتباع، واجتزأنا من أنواع هذا العلم بما هو مستعذب مستملح، واقتصرنا على تعريفه بقولنا:
هو علم يعرف به وجوب تحسين الكلام المطابق لمقتضى الحال، وهذه الوجوه ما يرجع منها إلى تحسين المعنى يسمى بالمحسنات المعنوية، وما يرجع منها إلى تحسين اللفظ يسمى بالمحسنات اللفظية.
محسنات معنويةٌ
حسُن الابتداء: هو أن يستهل الكلام بلفظ يهش له السمع ويتقبله الذوق كالتهنئة ببناء قصر:
قصر عليه تحية وسلام ... خلعتْ عليه جمالها الأيام
وكالتهنئة بالشفاء من مرض:
المجدُ عوفي إذ عوفيت والكرم ... وزال عنك إلى أعدائك الألمُ
التورية: هي أن يذكر لفظ قريب غير مراد وبعيد مراد كقوله:
يا سيداً حاز لطفاً ... له البرايا عيبدُ
أنت الحسينُ ولكنْ ... جفاك فينا يزيذُ
الطبَاقُ: هو أن يجمع بين معنيين متضادين نحو: أضحك وأبكى وأمات وأحيا. ونحو: {يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} وكقول الشاعر:
إن كنت عبداً فنفسي حرة أبداً ... أو أسود الخلق إني أبيض الخُلق
فقد طابق بين الحرية والعبودية وبين سواد الخلق وبياض الخلق.
وكقول الآخر:
لئن ساءني أن نلتني بمساءة ... فقد سرني أني خطرت ببالكِ

*****

طابق بين الإساءة في الشطر الأول وبين المسرة في الشطر الثاني.
المقابلةُ: أن يؤتى بمعنيين أو أكثر ثم يبقى بما يقابل ذلك على الترتيب كقول المتنبي:
أزورهم وسواد الليل يشفع لي ... وأنثني وبياض الصبح ويُغري بي
قابل فيه خمسة بخمسة. وقال الطغرائي:
حلو الفكاهة مر الجد قد مُزِجت ... بشدة البأس منه رقة الغزلِ
قابل فيه أربعة بأربعة.
المدح بمعرض الذم:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فُلول من قراع الكتائب
المبالغة:
خطرات النسيم تجرح خديْه ... ولمسُ الحرير يدمي بنانَهْ
وكقول المتنبي:
كفى بجسمي نحولا أنني رجل ... لولا مخاطبي إياكَ لم تزني
وقوله:
ولو قلٌم ألقيتُ في شق رأسه ... من السقم ما غيرتُ من خط كاتبِ
مراعاة النظير: هي جمع أمر وما يناسبه من غير تضاد كقوله:
والطل في سلك الغصون كلؤلؤ ... رطب يصافحه النسيم فيسقُطُ
والطير تقرأ والغديرٌ صحيفةٌ ... والريح تكتب والغمام ينقطُ

*****

محسنات لفظية
الجناسُ: هو أن يتفق اللفظان أن في النطق ويختلفا في المعنى ويكون: تاماُ وناقصاً ومصحفاً.
التام:
أرْخينَ من فوق النهود ذوائباً ... فتركن حبات القلوب ذوائباً
الناقص:
أشكو وأشكر فعلهُ ... فاعجبْ لشاكِ منه شاكر
المصَحَّف:
من بحر جودك أغترفْ ... وبفضل علمك أعترفْ.
الاقتباس: أن يوضع في الشعر آية أو حديث نحو:
كيد عزولي وهنا ... ولي سرور وهنَا
الحمد لله الذي ... أذهب عنا الحزنا
وقول أحدهم:
قلت للمحبوب صلني ... يا بديع الحسن أنتّ
قال لي: قد قال ربي: لن تنالوا البر حتَّى
السجعُ: توافق الفاصلتين في الحرف الأخير، وأحسنه ما توافقت فقرُه نحو: أي شيء أطيب من ابتسام الثغور، ودوام السرور، وبكاء الغمام، وسجع الحمام. ونحو قول الحريري: (يطبع الأسجاع بجواهر لفظه، ويقرع الأسماء بزواجر وعظه) .