حــــ1/ أزال "اليمن ,تاريخ اليمن"
Yemen, History of Yemen
=====
اليمن Yemen دولة عربية تقع في جنوب شبه الجزيرة العربية بين خطي عرض 12° 19° شمالا، ً وبين خطي طول 42 53° شرقًا. وتبلغ مساحتها 453,000 كم² تقريباً. يحدها من الشمال المملكة العربية السعودية ومن الجنوب بحر العرب وخليج عدن ومن الشرق سلطنة عُمان ومن الغرب البحر الأحمر. ويقع في الجنوب الغربي لليمن مضيق باب المندب الذي تقسمه جزيرة ميون اليمنية إلى قسمين وتتحكم في مداخله. كما تقع جزيرة سقطرى وهي أكبر الجزر اليمنية على مسافة 510 كم² من الساحل اليمني في بحر العرب، وتبلغ مساحتها 650 كم². يوجد في البحر الأحمر أكثر من 112 جزيرة يمنية أكبرها جزيرة كمران وحنيش الكبرى والصغرى، وزقرو الزبير والطير.صنعاء عاصمة اليمن، يحيط بها سور عال. تدخل حركة السير وتخرج من واحدٍ من الأبواب الثمانية.
نظام الحكم
الخريطة السياسية: اليمن
يحكم اليمن مجلس رئاسة مكون من خمسة أعضاء، يدعوه للاجتماع رئيس الجمهورية. ويتم اختيار مجلس الرئاسة من قبل مجلس النواب المنتخب من الشعب ويتكون من 301 عضو. ويتم اختيار المجلس كل أربع سنوات عن طريق الاقتراع السري.
يتولى مجلس الوزراء سلطة الإشراف والرقابة والتوجيه لأعمال الوحدات الإدارية من أجل تحقيق التنسيق والترابط والتكامل بين عمل الأجهزة المركزية والمحلية للدولة. تعمل وزارة الإدارة المحلية وأجهزة السلطة المحلية في المحافظات بكل إداراتها وأجهزتها المختلفة بمبدأ مركزية التخطيط ولا مركزية التنفيذ من خلال تطبيق نظام اللامركزية في الإدارة المالية على المستويات المختلفة وفي الأنشطة المختلفة.
تتكون الجمهورية اليمنية من ثماني عشرة محافظة، تنقسم كل محافظة إلى عدة مديريات، تشتمل كل مديرية على عدة عزل، تتكون كل عزلة من عدة قرى. ويتم انتخاب مسؤول في كل عزلة يسمى العاقل، ويكون مسؤولاً أمام المديرية، فيما يخص القرى من قضايا اقتصادية واجتماعية وسياسية، وينفذ ما يوكل إليه من مسؤوليات من قِبل مسؤول المديرية.
مسجد في مدينة جبلة.
يُعَيَّن بقرار جمهوري من رئيس الجمهورية محافظ بدرجة وزير لكل محافظة. ويعتبر المسؤول الأول في المحافظة. يمثل المحافظ السلطة التنفيذية. والمحافظون محاسَبون ومسؤولون أمام مجلس الوزراء. لكل محافظة وكيل بدرجة وكيل وزارة ينوب عن المحافظ في حالة غيابه، ويعاونه في ممارسة اختصاصاته في حدود القوانين والنظم واللوائح النافذة، وفي حدود تفويض المحافظ، والإشراف على الجوانب الإدارية والمالية.
ينشأ في كل محافظة مجلس تنفيذي يرأسه المحافظ، ويضم في عضويته رؤساء فروع ومكاتب الوزارات والمصالح في المحافظة، باستثناء القضاء ومدير أمن المحافظة ومدير عام ديوان المحافظة ومدير عام شؤون المجالس المحلية بديوان المحافظة.
لكل مديرية مدير، ويعتبر المسؤول الأول بها، ويمثل السلطة التنفيذية في إدارة المديرية تحت إشراف المحافظ، ويقدم تقاريره إليه ولا يغادر عمله إلا بإذن منه ويرتبط به مدير أمن المديرية.
ويرأس المدير العام للمديرية مجلس تنفيذي، ويضم في عضويته مديري فروع الوزارات والمصالح، كما يضم سكرتير المديرية كمقرر. وينوب عن المدير العام في أعمال الرئاسة مدير أمن المديرية، ويتألف مجلس محلي لكل مديرية، ويتم انتخاب أعضائه عن طريق الاقتراع السري، ويكون انتخابهم حرًا وعامًا ومباشرًا ومتساويًا من قِبل المواطنين في المديرية.
السكان
عدن تمتاز بطرقها العديدة التي تحفها من الجانبين مبان على الطراز العربي التقليدي. وتعتبر المدينة ميناءً مهما ومركزاً للنفط.
بلغ عدد سكان اليمن وفق تقديرات عام 1419 هـ، 1998 م، 16,388,000 نسمة يتوزعون في جهات اليمن المختلفة، حيث بلغت نسبة الحضر 23,5% من عدد السكان موزعين في المدن الكبرى و 76,5% في الريف. أجري أول تعداد للسكان عام 1973 م والثاني عام 1409 هـ، 1988 م، إلا أن المعلومات السكانية عن الجمهورية اليمنية كلها تقديرية.
كانت اليمن وما زالت من أكثر المناطق ازدحامًا بالسكان في الجزيرة العربية، وساعدها ذلك على بناء حضارات قديمة واستغلال الأراضي الزراعية الواسعة وبناء السدود، كما أن التربة الخصبة والأمطار الموسمية شجعت على الاستقرار والازدهار. كان للموقع الجغرافي دور كبير في ازدهار اليمن وسيطرتها على التجارة، حيث تمكنت من الربط بين حضارتي المحيط الهندي والبحر المتوسط عبر القوافل البرية في البداية والسفن البحرية فيما بعد، مما أكسبها الكثير من المعلومات والخبرات.
ضمت اليمن تجمعًا سكانيًا كبيرًا في الجزيرة العربية، وكانت الهجرات تندفع منها أمام قسوة الظروف الحياتية في شكل موجات بشرية متلاحقة بدءًا من انهيار سد مأرب، وعند ظهور الإسلام، وأخيرًا عند ظهور النفط في البلاد الخليجية. تشير الإحصاءات السكانية إلى أن عدد سكان اليمن سيتضاعف خلال عام 1437 هـ، 2018 م، وهذا العدد يشكل ضغطًا كبيرًا على اليمن إذا لم يتم استغلال هذه الموارد البشرية الاستغلال الأمثل. تبلغ نسبة الإناث 48,77% والذكور 51,23%، وهذه النسبة تعكس حجم الهجرة التي أدت إلى تفوق عدد الإناث على عدد الذكور.
المساحة والسكان
المحافظة العاصمة المساحة عدد السكان (1994 م)
إب إب 6,430 1,959,313
أبين زنجبار 21,489 414,543
البيضاء البيضاء 11,170 509,265
تعز تعز 10,420 2,205,947
الجوف الجوف 52,901 157,096
حجة حجة 9,590 1,262,590
الحديدة الحديدة 13,580 1,749,944
حضرموت المكلا 155,376 870,025
ذمار ذمار 8,870 1,050,346
شبوة عتق 73,908 377,080
صعدة صعدة 12,810 486,059
صنعاء صنعاء 20,310 1,910,286
عدن عدن 6,980 562,162
لحج لحج 12,766 634,652
مأرب مأرب 39,890 167,388
المحويت المحويت 2,160 403,465
المهرة الفيضة 66,350 112,512
الإجمالي 525,000 14,832,673
تُعدّ الزراعة الحرفة الرئيسية لسكان اليمن نتيجة لاختلاف تضاريس البلاد ووجود التربة الخصبة وتوافر الأمطار.
منذ عام 1382 هـ، 1962 م وحتى الآن جرت عدة تغيرات مهمة لتطوير التعليم، وخاصة المناهج التعليمية، حيث روعي في مضمونها بناء الشخصية اليمنية المتطورة، وإعداد الكوادر البشرية الماهرة والفنية، وتم تزويد المدارس بأحدث وسائل التقنيات في مجال التعليم، فضلاً عن المختبرات والورش، وتشجيع المعلمين والطلاب على الابتكار.
شهدت فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين نموًا وتوسعًا في أعداد المدارس والمعاهد والمراكز الفنية والمهنية، وزادت أعداد الطلاب بصورة ملحوظة خاصة في مجال التعليم الفني من 300 طالب عام 1390 هـ،1970 م إلى 3,025 طالبا عام 1411 هـ، 1990 م.
وبعد قيام الوحدة اليمنية صدر قانون التعليم العام ليشمل كل الفجوات التي حدثت نتيجة لانقسام اليمن إلى شطرين، وذلك من خلال توحيد المناهج والكتب المدرسية.
السطح
المناطق الجبلية. تكونت نتيجة للتصدع الذي حدث لإفريقيا، وتتدرج في ارتفاعها من 1,000 إلى 3,600 م فوق مستوى سطح البحر، وأعلى قمة في اليمن جبل النبي شعيب، ويبلغ ارتفاعه 3,760 م، وتعتبر في الوقت نفسه أعلى قمة في الجزيرة العربية والشام. وتنحدر المياه شرقًا وغربًا وجنوبًا عندما تسقط الأمطار على هذه السلسلة الجبلية. تتخلل هذه السلسلة الجبلية على طول امتدادها من الشمال إلى الجنوب، قيعان وأحواض مستوية.
المناطق الهضبية. تقع إلى الشرق والشمال من المرتفعات الجبلية وهي موازية لها ولكنها تتسع أكثر في اتجاه الربع الخالي. يبلغ أقصى ارتفاع في هذه المناطق 1,000 م.
المناطق الساحلية. وتشمل السهول الساحلية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب. وهي متصلة ببعضها وتكون شريطاً يمتد من الحدود العُمانية باتجاه الجنوب الغربي إلى باب المندب، ويتغير الاتجاه شمالاً حتى حدود المملكة العربية السعودية. ويبلغ طول هذه السواحل 2,000 كم. ويترواح عرضها بين 30 و 60 كم.
امتداد الربع الخالي. يشكل امتداد الربع الخالي جنوباً مظهراً من مظاهر السطح في شمال اليمن ويتخلله بعض النباتات الإبرية. وتشكل تجمعات الوديان الموسمية واحات واسعة صالحة للرعي، وما زال يسكنها البدو الرحل.
مجموعة الجزر اليمنية. تنتشر في المياه الإقليمية لليمن في البحر الأحمر وبحر العرب، ولها مناخها وطقسها وبيئتها الخاصة ولها تضاريسها وتكويناتها الطبيعية. والجزر اليمنية في بحر العرب متقاربة من بعضها. وأشهرها جزيرة سقطرى موطن أشجار العندم، ودم الأخوين ذات الأهمية الدوائية والاقتصادية.
مقاطعة حضرموت في أواسط اليمن بها بعض المناطق الخصبة. يكتنف معظم أرجاء اليمن طقس حار وجاف.
المناخ. يقع اليمن بين خط الاستواء ومدار السرطان. يتميز هذا الموقع بارتفاع الحرارة صيفاً وانخفاضها شتاءً. هناك العديد من المناطق اليمنية تتعرض للرياح الموسمية، ويؤدي الارتفاع عن مستوى البحر في المناطق الجبلية دورًا بارزًا في انخفاض درجة الحرارة. وتعتبر اليمن من البلدان ذات الإشعاع الشمسي الكبير والطاقة الحرارية العالية، وذلك بحكم تعامد الشمس عليها مرتين في العام الواحد. لذلك، تتلقى وحدات المساحة كميات كبيرة من الطاقة الشمسية، مما يرفع درجات الحرارة طوال أيام السنة وخصوصاً المناطق السهلية المنخفضة والقريبة من البحر الأحمر وخليج عدن. تزيد متوسطات الحرارة في هذه المناطق على 29°م.
الاقتصاد
زراعة المدرجات الخصبة في اليمن.
الزراعة. أهم المحاصيل الزراعية في اليمن الذرة الرفيعة والدخن والذرة الشامية والقمح والشعير والبن والبطاطس والعنب وأنواع الفواكه المختلفة. توجد بعض المحاصيل النقدية كالقطن والتبغ والسمسم. تشغل الحبوب جزءًا كبيرًا من جملة الإنتاج الزراعي، إذ تمثل حوالي 70% من جملة الإنتاج الزراعي. وتحتل الذرة الرفيعة والدخن مركز الصدارة وتسهم بحوالي 74% من جملة إنتاج الحبوب كلها.
الصناعة. تسهم الصناعة في الناتج الوطني الإجمالي بحوالي 12,8%. أما نسبة القوى العاملة في قطاع الصناعة، فلا تتعدى 4,6% من مجموع القوى العاملة في اليمن. تعتمد الصناعة في الغالب على وحدات إنتاجية صغيرة ومتوسطة الحجم. أما الصناعات الأساسية والمشاريع ذات الإنتاج الكبير فلاتزال محدودة. وتتركز الصناعات في اليمن في أربع محافظات هي: صنعاء وتعز والحُديدة وعدن. أما من حيث ملكية المؤسسات الصناعية فهي تتوزع بين القطاع العام والمختلط والخاص، ولكن مساهمة القطاع الخاص تعد عالية، مقارنة بالقطاع العام والمختلط.
جانب من أحد الأسواق في تعز
التعدين. تتوافر خامات الصخور الأرضية بكميات كبيرة في مناطق مختلفة من اليمن مثل: الحجر الجيري وصخور الجبس والجرانيت والرمل الرخام ورواسب الحديد في أقصى الشمال باليمن في منطقة صعدة. وتوجد خامات النحاس في منطقة حيفان التي تبعد عن تعز حوالي 40 كم. وخامات النحاس تكون على شكل عروق معدنية مختلطة مع الكوبلت والنيكل. وتوجد رواسب الملح الصخرية بكميات كبيرة في منطقة الصليف شمالي الحديدة. وقد تم اكتشاف النفط في اليمن بكميات تجارية في كل من محافظات مأرب وحضرموت وشبوة.
التجارة الخارجية. الصادرات: من أهم الصادرات الرئيسية اللحوم ومنتجاتها والأسماك والقشريات والرخويات ومستحضراتها. كما تصّدر الحبوب ومشتقاتها والخضراوات والفواكه والجلود. ويصدر النفط ومنتجاته والغاز الطبيعي والمصنّع. وقد بلغ إجمالي الصادرات اليمنية بناء على إحصاء عام 1416 هـ، 1995 م، 1,780,600,000 دولار أمريكي.
الواردات. وتشمل الحيوانات والسكَّر ومستحضراته والعسل والتبغ ومصنوعاته وعربات النقل البري والحديد والصلب والأثاثات وأجهزتها والألبسة والأدوية والألبان ومشتقاتها والحبوب ومشتقاتها. وبلغت قيمة الواردات عام 1995 م، 1,537,800,000 دولار أمريكي.
جانب من ميناء المكلا، وهو من الموانئ المهمة في اليمن.
العلاقات التجارية. تتعامل اليمن تجاريا مع سنغافورة واليابان والصين والهند و أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأسبانيا والدنمارك وألمانيا وقبرص وتركيا وبريطانيا وإيطاليا وماليزيا وتايلاند وهونج كونج وإندونيسيا وتايوان وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن وسوريا.
نبذة تاريخية
الحجرين في منطقة حضرموت.
يعود تاريخ اليمن إلى حضارات قامت به منذ 1300 عام ق. م وهي: الحضارات المعينية والقتبانية والسبئية والحميرية. وقد وُجد الكثير من النقوش والآثار التي تؤرخ لهذه الحضارات، وقد تعثرت هذه الحضارات واحدة تلو الأخرى إثر أزمات اقتصادية، وأدت إلى هجرات متتالية إلى أقصى شمال الجزيرة العربية وأطرافها الأخرى، وتأتي أقوى موجات الهجرة بعد الإسلام، فقد خرج اليمنيون مع الفتح الإسلامي في جيش عمرو بن العاص وغيره من الجيوش، واستقر كثير منهم في بلاد الشام ومختلف أقطار العالم الإسلامي.
وصل الحكم العثماني إلى اليمن 945 هـ، 1538 م، وكانت حينئذ تحت حكم أئمة الزيديين. اتخذ العثمانيون صنعاء عاصمة لهم، ولكن القبائل العربية ثارت ضدَّهم مما اضطرهم إلى الجلاء عنها عام 1045 هـ، 1635 م. عاد العثمانيون إلى اليمن فاتحين في القرن التاسع عشر الميلادي، عندما اشتد التنافس الاستعماري على هذه المنطقة. إلا أن العثمانيين لم يتمكنوا من إخضاع اليمن لحكمهم إخضاعًا تامًا بسبب وعورة التضاريس، واستمرت حالة المد والجذب بين اليمنيين والعثمانيين خلال العهدين العثمانيين: العهد الحَميدي وعهد حكومة الاتحاد والترقِّي إلى أن عُقدت اتفاقية الدعان التي قضت بالهدنة بين الطرفين.
حاول العثمانيون تثبيت وجودهم في الجنوب العربي بإدخال بعض الإصلاحات في اليمن وطرد الإنجليز من عدن، ولكن نشوب الحرب العالمية الأولى (1914 1918 م) حال دون ذلك. في نهاية الحرب العالمية الأولى، وبعد أن استسلم العثمانيون للحلفاء أجلوا عن بلاد العرب ومن بينها اليمن. وفي 23 يوليو 1923 م وبموجب معاهدة لوزان اعترف العثمانيون باستقلال اليمن.
اشتد الصراع بين اليمن وبريطانيا بسبب عدم اعتراف اليمن بالحماية البريطانية على اليمن الجنوبي إلى أن أُبرمت معاهدة 1353 هـ، 1934 م، والتي اعترفت فيها بريطانيا باستقلال اليمن في حدود اليمن الشمالي التي كانت قائمة قبل وحدة الشطرين، ولكن مشكلة الحدود بقيت على ماكانت عليه. وفي عام 1368 هـ، 1948 م بعد تولي الإمام أحمد حميد الدين، جرت عدة مفاوضات بين الإمام وبريطانيا ولكنها لم تنته إلى شيء. قامت بريطانيا بعدة اعتداءات على اليمن عامي 1375 و 1376 هـ، 1956 م و 1957 م بهدف إضعاف المقاومة اليمنية التي كانت تطالب بالاستقلال عن بريطانيا.
جانب من مدينة تعز
جرت عدة محاولات انقلابية في اليمن أولها عام 1368 هـ،1948 م بقيادة الإمام عبد الله الوزير، فشل هذا الانقلاب. وفي عام 1374 هـ، 1955 م جرت محاولة انقلابية أخرى أشد قوة من الأولى. وفي 26 سبتمبر 1962 م، بعد تولي الإمام محمد البدر بأسبوع جرت محاولة انقلابية بقيادة عبد الله السلال نجحت في الإطاحة بالإمام البدر، وأُنشئ مجلس قيادة الثورة، وأُعلن عن دستور مؤقت يعبر عن أهداف الثورة وتطلعاتها. وانتُخبَ السلال رئيسًا للجمهورية العربية اليمنية. إلا أن مشاكل داخلية قد نشبت بين الملكيين والجمهوريين، وقد أدت تلك المشاكل إلى قيام حرب أهلية استمرت عدة سنوات، وأودت بحياة الآلاف من اليمنيين.
عُقدت عدة مؤتمرات لرأب الصدع الذي أحدثته المشكلة اليمنية في عام 1385 هـ، 1965 م ومؤتمر الخرطوم 1386 هـ، 1967 م. ولكن معظم هذه المحاولات باءت بالفشل.
في 5 نوفمبر 1967 م أُقصي عبد الله السلال إثر انقلاب قاده القاضي عبد الرحمن الإيرياني، وشكل الإيرياني مجلسًا جمهوريًا من ثلاثة أشخاص. حكم اليمن كل من المقدم إبراهيم محمد الحمدي إثر انقلاب تم في يونيو 1974 م. وفي أكتوبر 1977 م اغتيل الرئيس إبراهيم الحمدي وتولى رئاسة الدولة أحمد حسين الغشمي حتى عام 1398 هـ، 1978 م. وفي يونيو من السنة نفسها تولى العقيد علي عبد الله صالح الحكم وأصبح رئيسًا للجمهورية.
في 22 مايو 1990 م توحد اليمنان في دولة يمنية واحدة في ظل دستور ديمقراطي ليبرالي. وتم اختيار علي عبد الله صالح رئيسًا لمجلس الرئاسة وعلي سالم البيض نائبًا للرئيس، غير أنه في مايو عام 1994 م نشبت بذور خلاف بين اليمنيين مرةً أخرى وصراع على السلطة، قامت بسببه حرب أهلية بين القوات الشمالية والجنوبية، حاول كل فريق فيها أن يلحق خسائر بالآخر وتعددت بذلك نداءات رؤساء الدول العربية والمنظمات الحكومية والأمم المتحدة، حيث أرسل أمينها مبعوثه الأخضر الإبراهيمي للتوفيق بين الطرفين، حتى عادت الأمور إلى نصابها، إلا أن الأمور حسمت في النهاية لصالح الجناح الذي يقوده الرئيس علي عبدالله صالح، وأعيدت وحدة اليمن إلى ما كانت عليه. وفي 27 أبريل 1997 م، فاز حزب المؤتمر الشعبي بأغلب مقاعد البرلمان، وبدأ الرئيس علي عبدالله صالح فترة رئاسية جديدة.
وفي نوفمبر 2000 م، وافق البرلمان اليمني على تعديل الدستور بما يسمح للرئيس اليمني بمد فترة رئاسته إلى سبع سنوات بدلاً من خمس وبحل البرلمان، ومد دورة البرلمان إلى ست سنوات بدلاً من أربع. وقد أحيلت مشروعات التعديلات على استفتاء شعبي في مارس 2001 م للموافقة عليها. وتم انتخاب ممثلي المجالس المحلية والمحافظات في اليوم نفسه، وفاز مرشحو حزب المؤتمر الشعبي بمعظم المقاعد، كما وافق اليمنيون على التعديلات الدستورية بنسبة 73,2%.
Yemen, History of
تاريخ اليمن القديم
الإسلام في اليمن
العثمانيون في اليمن
الاحتلال البريطاني
الأئمة الزيديون والخلافات المحليّة
علاقات الإمام يحيى ببريطانيا
العلاقات اليمنية السعودية
علاقات اليمن الخارجية الأخرى
المعارضة اليمنية ضد حكم الإمام
القوات المصرية في اليمن
تعدد الانقلابات العسكرية
الوحدة اليمنية
اليمن، تاريخ. اليمن دولة عربية تقع في الجزء الجنوبي من شبه جزيرة العرب، يحدها جنوبًا بحر العرب، وشمالاً المملكة العربية السعودية، وغربًا البحر الأحمر، وشرقًا عُمان. وتشمل هذه الحدود بلاد اليمن الموحدة التي تضم ما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية، واليمن الجنوبي أو الذي أطلقت عليه بريطانيا اسم عدن ومحمياتها، أو ما عرف ولفترة طويلة باليمن الجنوبي المحتل من قبل بريطانيا. وقد سُمِّي بعد الاستقلال باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. وظل اليمن الشمالي يطلق على اليمن الجنوبي اسم الجنوب اليمني لأن هذا الجزء أرض يمنية لا تنفصل عن اليمن، وقد فصلته بريطانيا لأسباب وظروف استعمارية طارئة.
تقدر مساحة اليمن الموحد بحوالي 453,000 كم². ويقدر سكان اليمن بحوالي 17 مليون نسمة.
يتميز سطح شمال اليمن بكونه منطقة جبلية مرتفعة يحدها سهل ساحلي ضيق في الغرب، يعرف بسهل تهامة اليمن. ويمتاز مناخ هذا القسم من اليمن بأنه بارد في الشتاء، ومعتدل في أيام الصيف. أما السهل فمناخه حار رطب صيفًا، دافئ في وقت الشتاء. وتسقط الأمطار على هذا الجزء من اليمن في فصل الصيف بسبب هبوب الرياح الموسمية الغربية.
أما سطح جنوب اليمن، فهو سهل ساحلي يحاذي بحر العرب ويمتد من الغرب إلى الشرق، بالإضافة إلى المرتفعات التي تقع في شمالي السهول الساحلية. ومعروف أن المرتفعات الغربية هي أكثر ارتفاعًا من المرتفعات الشرقية التي هي في أغلبها هضاب تتخللها أودية، أكبرها وأهمها وادي حضرموت. وهناك صحَارَى في داخل اليمن الجنوبي تلي المرتفعات شمالاً. ومناخ الجزء الجنوبي من اليمن شديد الحرارة ورطب في الصيف، ودافئ في الشتاء. وأمطار هذا القسم من اليمن تسقط في فصل الصيف لوقوعه في مهب الرياح الموسمية.
في اليمن عدد من المدن تأتي في مقدمتها مدينة صنعاء وتقع في وسط البلاد، ويتزايد عدد سكانها تدريجيًا بسبب انتقال الهجرة إليها للعمل والتجارة. وهي مدينة جبليّة مرتفعة، ترتفع عن سطح البحر بحوالي 7,000 قدم. وهي عاصمة البلاد ومن أقدم المدن العربية وتشتهر بتاريخها الطويل العريق. وكانت تسمى في الجاهلية باسم أزال. وفي المدينة جامع كبير بني في زمن الرسول ³، وقام الوليد بن عبدالملك، الخليفة الأموي بتوسعته، ووسعه أيضًا غيره ممن حكموا البلاد اليمنية. وفي صنعاء مكتبة عربية قديمة، فيها كتب ومخطوطات نفيسة نادرة. وهي مركز للنشاط التجاري في اليمن، وفيها دوائر الحكومة اليمنية. ومدينة تعز، المدينة الثانية لليمن الشمالي، تقع في منطقة جبلية، وترتفع عن سطح البحر حوالي 4,000 قدم. وتقع في الجنوب من صنعاء، وتشتهر بزراعة البن اليمني الذي يصدر إلى الخارج من ميناء المخا. ومدينة الحديدة مدينة ساحلية على البحر الأحمر، ومركز تجاري مهم، وأكبر موانئ اليمن على البحر الأحمر. هذا بالإضافة إلى مدن: صعدة، وإب، وذمار، وزبيد، وبيت الفقيه وغيرها.
وتوجد في اليمن الجنوبي مدينة عدن، عاصمة الجزء الجنوبي من اليمن وميناء تجاري ومحطة ممتازة لتزويد السفن بالوقود. ويوجد فيها مطار، وفيها أيضًا معمل لتكرير النفط. ولموقع عدن أهمية استراتيجية واقتصادية. ومدينة المكلا، الميناء الشرقي للبلاد، له أهمية خاصة بالنسبة لحضرموت.
ومن موانئ اليمن: الحديدة، والمخا، والصليف، وعدن، والمكلا. ومن جزرها كمران، وحنش، وبريم، وسوقطرى وغيرها. وفيها مضيق باب المندب، وعدد كبير من الأودية مثل وادي زبيد، ووادي سهام، ووادي بنا، ووادي ورزان، ووادي الخارد، ووادي حضرموت وغيرها من الأودية الأخرى.
ينحدر سكان اليمن من عرب الجنوب المعروفين بالقحطانيين، وينتمون إلى أعرق الأصول العربية. وجميع السكان عرب مسلمون، وفيهم أتباع المذهب الزيدي، ويقطنون المناطق الجبلية. أما باقي السكان فهم سنيون شافعيون، ويتمركزون في محافظات إب وتعز والحديدة وفي تهامة والسواحل الجنوبية. ويعتز اليمنيون بعروبتهم، وأن اليمن الموطن الأول للعرب، ولعله الموطن الأصلي للشعوب السامية التي خرجت من الجزيرة العربية باتجاه الشمال. ويتكلم اليمنيون اللغة العربية.
اليمن بلد صالح جدًا للزراعة بأنواعها، ففيه أنواع المزروعات المختلفة، حيث تزرع أشجار الفواكه بأنواعها في الجبال والمناطق المرتفعة كالبرتقال والليمون والخوخ والمشمش والموز والتفاح والكمثرى والتين والعنب وغيرها. وتزرع في سهوله وضفاف أوديته الحبوب من قمح وشعير ودخن وذرة وعدس. بالإضافة إلى زراعة الخضراوات والبن والقات والقطن. وفي اليمن ثروة حيوانية.
ويصدر اليمن البن اليمني المشهور عالميًا. وقد عرف البن في اليمن منذ عام 950 هـ،1540 م، واهتم سكان اليمن بزراعته في المنحدرات اليمنية. ويصدر البن اليمني عن طريق ميناء المخا، والمخا ميناء قديم على ساحل البحر الأحمر. ويصدر البن إلى بلاد أوروبا مثل إيطاليا وفرنسا وهولندا وبريطانيا، وإلى مناطق الشرق الآسيوي كالهند والصين. واشتهرت المخا بأنها مركز تصدير البن اليمني. ويصدر اليمن كذلك البخور.
وفي اليمن ثروة معدنية، ففيه معادن كثيرة كالذهب والحديد والرصاص والنحاس والكبريت والملح والفحم الحجري والنفط. وهناك شركات نفط أمريكية تنقب عن النفط في اليمن، خاصة في المنطقة الساحلية. وبالفعل فقد بشرت النتائج عن اكتشاف النفط في اليمن، خاصة في المنطقة الشرقية. وفي عدن مركز لتكرير النفط له أهمية كبيرة في مناطق جنوبي الجزيرة العربية.
يعمل سكان اليمن بالزراعة التي تكثر في مناطق الأودية. ويعمل قسم منهم في الرعي خاصة في مناطق سفوح الجبال. وهناك فئة من سكان اليمن تعمل في صيد الأسماك في السواحل اليمنية، ويقوم اليمنيون بتمليح الأسماك وتجفيفها كي تصدر إلى الخارج. ويتركز صيد الأسماك في المناطق الساحلية حول البحر الأحمر، والبحر العربي في الجنوب. وهناك فئة من سكان اليمن تعمل في التجارة، واليمنيون قوم مشهورون بالتجارة منذ القدم، خاصة الحضارمة منهم. والشعب اليمني يحب الهجرة بسبب العمل والكسب، فمنهم أعداد كبيرة في إندونيسيا، وفي أرجاء العالم العربي، وفي بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. وقد توارث اليمنيون مهنة التجارة والرحلات الخارجية عن أجدادهم القدماء الذين كانوا يمارسون التجارة ويجوبون البحار والأقطار في معظم القارات، نظرًا لموقع بلادهم المهم على الطرق التجارية الرئيسية: البرية والبحرية. وهناك فئة من سكان اليمن تعمل في الصناعات اليدوية مثل: صناعة المنسوجات، والأواني النحاسية، والخناجر والسيوف اليمانية، والأحذية والقرب، ودبغ الجلود وغيرها من الصناعات الخفيفة.
تاريخ اليمن القديم
ازدهرت في اليمن قديمًا دول وممالك ذات حضارات عريقة، ويعود ذلك إلى حوالي عام 1300 ق. م. فنشأت فيه الدولة المعينية، والدولة القتبانية والدولة السبئية والدولة الحميرية. وقد ظهرت آثار هذه الدول وحضاراتها وتاريخها من خلال مجموعة النقوش والمخلفات المكتوبة عنها، وما أكثرها. وركز الباحثون والرحالة الأجانب والمستشرقون على دراسة تاريخ اليمن القديم. وكانت تلك الدول تمتد باتجاه الشمال في مناطق شبه الجزيرة العربية. ووجدت في اليمن قديمًا إنجازات حضارية رائعة في مجال الاقتصاد والعمران، فهناك القصور اليمنية القديمة، وهناك سد مأرب الذي انهار فيما بعد فكان سببًا في إضعاف الحياة الاقتصادية الزراعية في اليمن السعيد، مما اضطر السكان إلى الهجرة من اليمن باتجاه الشمال. وقد تعرض اليمن لغزوٍ خارجي حبشي وفارسي.
الإسلام في اليمن
انتشر الإسلام بسرعة في اليمن، وكان أهل اليمن من الأوائل الذين آمنوا بما جاء به الرسول الكريم ³. وساهم اليمنيون كذلك في نشر الدعوة الإسلامية في خارج اليمن خاصة في شرق إفريقيا. ويعود دخول أهل اليمن في الإسلام إلى عهد الرسول الكريم ³، عندما أرسل عليًا بن أبي طالب ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما إلى اليمن، فاستجاب لهما أهل اليمن في الحال وبدون تردد أو معارضة. ودخل سكان اليمن في الجند الإسلامي الذي شارك في فتح بلاد الشام وغيرها. وظهر في اليمن عدد من العلماء والمحدثين وكبار رجال الإسلام. وعَيَّن الرسول الكريم ³ عددًا من العمال على اليمن منهم الإمام علي ابن أبي طالب، ومعاذ بن جبل، وأبوموسى الأشعري، وخالد بن الوليد، والبراء بن عازب، وسعيد بن لبيد الأنصاري وغيرهم كثير. وكان من بين عمال الرسول ³ على اليمن وَبر بن يحنَّس الذي عمر جامع صنعاء المسمى الجامع الكبير بأمر الرسول ³. وتتابع عمال الدولة الإسلامية على اليمن في عهد الخلفاء الراشدين وبني أمية، وبني العباس.
ومن الملاحظ أن اليمن انفصل عن الخلافة العباسية في وقت مبكر جدًا، وتأسست في اليمن إمارات إسلامية مستقلة، مما حدا بالخليفة العباسي المأمون بن هارون الرشيد إلى إرسال حملة عسكرية إلى اليمن تمكنت من إعادته إلى الطاعة العباسية. وأرسل عامله محمد بن عبدالله بن زياد واليًا على اليمن، وبدأ الوالي يستقل باليمن تدريجيًا، ويكتفي بالولاء الاسمي للخلافة العباسية في بغداد. وشملت إمارة ابن زياد مناطق الشحر وحضرموت وتهامة، وأسس دولته سنة 205 هـ، 821 م، كما أسس مدينة زبيد، واتخذها عاصمة لدولته.
ظهر المذهب الزيدي في اليمن على يد يحيى بن الحسين بن القاسم الملقب بالرسي، (والرسي جبل قرب المدينة المنورة) الذي جاء إلى اليمن، واستقر في صعدة، وأخذت له البيعة، ولقب بالإمام الهادي إلى الحق. والمذهب الزيدي هو مذهب الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والزيدية فرقة شيعية كبيرة، وأتباعها في اليمن كثيرون. وكان يحيى بن الحسين بن القاسم أول إمام زيدي حكم اليمن.
قامت دولة أخرى في اليمن هي دولة بني يَعْفُر حكمت من عام 252 هـ، 866 م إلى عام 394 هـ، 1003 م، وقد نشأت أثناء فترة حكم الدولة العباسية. وظهرت تلك الدولة في شبَام ثم في صنعاء في عهد أسعد ابن أبي يعفر الحوالي، ثم امتدت إلى حاشد في الشمال، وإلى مخلاف جعفر والجند والمعافر في الجنوب. ويعدّ حكم السلطان أسعد بن أبي يعفر من أطول فترات حكم سلاطين بني يعفر.
تأسَّست دولة بني نجاح المملوكية في اليمن، وحكمت تلك الدولة فترة امتدت من عام 410 هـ، 1019 م، أي من بعد نهاية حكم بني يعفر حتى عام 552 هـ، 1158 م. وتنسب الدولة الجديدة هذه إلى نجاح مولى بني زياد الذي تسلم السيادة في منطقة تهامة في اليمن، وأعلن نفسه سلطانًا على المنطقة، وقدم ولاءه للدولة العباسية التي أجازت حكمه، ولقبته بالمؤيد نصير الدين. والمعروف أن بني نجاح من أصل حبشي.
كما نشأت في اليمن دولة بني الصليحي نسبة إلى علي بن محمد بن علي الهمداني الصليحي مؤسس الدولة الصليحية الفاطمية، وقد نادى بالدعوة باسم الخليفة المستنصر العبيدي الفاطمي في مصر، وقامت تلك الدولة في ظل وضع سادت فيه الفوضى والاضطراب في بلاد اليمن. وحاول علي بن محمد الصليحي أن يمد دعوته الفاطمية إلى الحجاز ليقضي على الدعوة العباسية والإمارة الحسينية في مكة، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق ذلك.
ظهرت في اليمن، خاصة في الجنوب دولة بني زُرَيع عام 463 هـ، 1070 م، وهم ينتمون إلى المكرم اليامي الهمداني، ويعرفون ببني زريع. ويعد زريع بن العباس بن المكرم اليامي الهمداني أول سلاطين آل زريع. وظلت دولة بني زريع هذه حتى عام 570 هـ، 1174 م. وقد تمركزت هذه الدولة في عدن وأطرافها.
ظهرت دولة بني حاتم في صنعاء وما جاورها منذ عام 493 هـ، 1099 م على يد حاتم بن علي الهمداني. واستمر حكم بني حاتم حتى عام 570 هـ، 1174 م. وكان حاتم بن علي المهدي قد ثار على حكم الأحباش آل نجاح. وظل حكم هذه الدولة حتى عام 570 هـ، 1174 م.
كما ظهرت في اليمن دولة بني أيوب نسبة للأيوبيين. وقد أسس صلاح الدين نجم الدين أبو الشكر أيوب دولتهم. وبدأت فترة الحكم الأيوبي في اليمن منذ عام 570 هـ، 1174 م وانتهت على يد آل رسول عام 626 هـ، 1228 م. وبدأت بحكم السلطان المعظم توران شاه بن أيوب، وانتهت بنهاية عهد السلطان المسعود يوسف بن الكامل.
((الدولة الأيوبية Ayubi State (567 - 648 هـ، 1171 - 1250م). تنسب الدولة الأيوبية إلى صلاح الدين الأيوبي، وهو من أسرة كردية أذربيجانية، هاجرت إلى العراق ثم إلى الشام، لتدخل في خدمة الأتراك السلاجقة.كيفية وصولهم إلى مصر . كانت الخلافة الفاطمية في آخر أيامها، فقد استبد الوزراء بالسلطة وتنافسوا فيما بينهم، ودخلت فرق الجيش المختلفة (أتراك ومغاربة وسودانيون) في حلبة الصراع والمنافسة. ومن تلك النزاعات ما حدث بين الوزيرين شاور وضرغام. وحاول الصليبيون التدخل في شؤون مصر والمسلمين، فاستجار شاور بنور الدين زنكي أتابك الشام، واستعان ضرغام بالصليبيين، فبعث نور الدين بقائده أسد الدين شيركوه وابن أخيه صلاح الدين لنجدة شاور، فتمكنا من التغلب على ضرغام وقتلاه. وأصبح شيركوه وزيرًا للعاضد الفاطمي، وتحول شاور للصليبيين، فقتله شيركوه. وعندما توفي شيركوه خلفه ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي. اتصف صلاح الدين بكثير من الصفات والفضائل السامية. كان ذا عقل راجح، وحلم عظيم، وشجاعة نادرة وتسامح كبير، فضلاً عن زهده في الدنيا وجهاده في الدين وإعلاء شأن الإسلام وحبه للعلم والخير. فأنشأ كثيرًا من المدارس والمستشفيات. ساعده في كل هذا وزيره المشهور القاضي الفاضل عبدالرحيم. ولي الحكم من بعده عشرة من أبنائه وأقاربه، وواصلوا جهادهم ضد الصليبيين، وسقطت دولتهم على أيدي المماليك.))
حكمت اليمن دولة بني رسول نسبة إلى آل رسول محمد بن هارون أحد وزراء الأيوبيين في مصر. وجاء بنو رسول إلى اليمن مع الجيوش الأيوبية، وادعوا نسبًا غسانيًا يعود في جذوره إلى جبلة بن الأيهم آخر ملوك دولة الغساسنة. وقيل إن بني رسول من أصل تركماني. وقد استقر عمر بن علي في اليمن وضرب العملة النقدية باسمه، وخطب له على المنابر في صلاة الجمعة، ولقب نفسه بالملك المنصور نور الدين، وأسس بذلك دولة في اليمن عرفت باسم دولة بني رسول حكمت اليمن من 1228 إلى 1453 م. وكان أمراء بني رسول على علاقة طيبة مع دولة المماليك في مصر، ولكنهم ظلوا على عداء مع الأئمة الزيديين في صعدة في اليمن. ودارت حروب مريرة وطويلة بينهم وبين بني رسول.
ينسب أئمة اليمن من الزيديين إلى الإمام الهادي يحيى ابن الحسين بن القاسم أول إمام في اليمن، وكانت اليمن وقتذاك قد انفصلت عن جسم الخلافة العباسية. ومعظم الأئمة في اليمن ينتسبون إليه ولذلك يطلق عليهم اسم الحسينيين، وهناك عدد قليل من أئمة اليمن ينحدرون في نسبهم من الإمام الحسن بن زيد بن علي بن أبي طالب، وهناك عدد قليل جدًا من أئمة اليمن ينسبون إلى الحسين ابن علي بن أبي طالب، ويسمون بالحسينيين.
ظلت سلطة الإمامة الزيدية وقوتها في معظم فتراتها محصورة ولزمن طويل في المنطقة الشمالية من البلاد اليمنية. وعدد أئمة اليمن تسعة وخمسون إمامًا حكموا اليمن منذ عام 898 م إلى 1962 م، حين أطيح بحكمهم في يوم 26 سبتمبر 1962 م وأعلن النظام الجمهوري.
في عدن ولحج وبعض أجزاء من اليمن، ظهرت دولة بني طاهر التي دامت في الحكم في الفترة 1454 1538 م. وينسب حكام دولة بني طاهر إلى جدهم طاهر بن تاج الدين بن مُعوضة الأموي القرشي. وكان علي بن طاهر بن تاج الدين بن معوضة، وأخوه عامر بن طاهر عاملين على عدن من قبل سلاطين دولة بني رسول. وكانت لهم مكانة بين السكان، ولهم مركز قوي في جنوبي اليمن. وتمكن الأخوان من بسط سيادتهما على عدن في الجنوب اليمني، وأنهيا بذلك حكم دولة بني رسول فيها. وظلت علاقة حكام بني طاهر بالأئمة الزيديين علاقة سيئة. وقد بقي حكم بني طاهر في عدن حتى غزا العثمانيون عدن سنة 945 هـ 1538 م، وألقوا القبض على عامر بن داود الطاهري، وأنهوا حكمه.
العثمانيون في اليمن
تعرضت سواحل الجزيرة العربية والموانئ المهمة فيها إلى غزو برتغالي استعماري، منذ أن وصلت الكشوف البرتغالية إلى رأس الرجاء الصالح في جنوبي إفريقيا، وقد تعدت ذلك إلى الهند. فظهرت المراكب البرتغالية في منطقة البحر الأحمر عام 1505 م، ووصلت خليج عدن وجزيرة سوقطرى. وقد حاول المماليك الوقوف في وجه البرتغاليين، وبنوا أسطولاً لذلك، ولكنهم هزموا في وقعة ديو في المياه الهندية عام 1509 م. وهزم البرتغاليون الأسطول المملوكي في البحر الأحمر، ولجأ السلطان المملوكي إلى طلب العون من العثمانيين. وهكذا تركز الحكم البرتغالي في مناطق من البحر الأحمر، والخليج العربي، وأصبحت لهم قاعدة عسكرية وتجارية في هرمز، وهددوا بذلك التجارة العربية في المحيط الهندي، واستطاعوا بشكل تدريجي أن يحتكروا التجارة فيه، وظلوا فيه حتى عام 1032 هـ، 1622 م.
أصبح على الدولة العثمانية الإسلامية مهمة حماية ديار الإسلام من الغزو البرتغالي الاستعماري الذي هدد هذه الديار واحتل أجزاء منها. وقد تصدى العثمانيون للبرتغاليين بعد أن تمكنوا من دخول البلاد العربية، وأنهوا بذلك الخلافة المملوكية بعد دخولهم بلاد الشام على أثر وقعة مرج دابق عام 922 هـ، 1516 م، وبلاد مصر على أثر موقعة الريدانية عام 923 هـ، 1517 م، وأرسل الشريف بركات شريف مكة مفاتيح الكعبة والهدايا مع ابنه (أبونمي) إلى السلطان سليم الأول في مصر دلالة على تبعية الحجاز للسيادة العثمانية بشكل سلميّ.
أما بالنسبة لليمن فقد أعلن الأمير المملوكي إسكندر تأييده للسلطان سليم الأول، فأرسل السلطان سليم الأول فرمانًا يقضي باستمرار إسكندر واليًا على اليمن من قبل العثمانيين، وأمر إسكندر بذكر اسم السلطان العثماني في خطبة صلاة الجمعة. وقد تميزت الفترة بين 924 945 هـ، 1518 1538 م باضطراب كبير في أحوال اليمن، ولم تكن السلطة في اليمن موحدة ومستقرة. فهناك حكم أئمة اليمن، وهناك حكم للزعامات اليمنية المحلية، بالإضافة إلى بقايا حكم دولة بني طاهر في عدن. كما أن حكم العثمانيين في مصر في حالة من الفوضى والاضطراب مما جعل الحكام العثمانيين لا يهتمون كثيرًا بأمر اليمن.
اهتم السلطان سليمان القانوني بأمر مسلمي الهند، فأرسل حملة عسكرية بحرية إلى الهند بقيادة سليمان باشا الخادم والي مصر لمقاومة البرتغاليين، والسيطرة على تجارة مناطق الشرق عام 945 هـ، 1538 م. وأمر السلطان القانوني قائده سليمان باشا الخادم بالتوجه إلى اليمن أثناء سير الحملة باتجاه الهند. فعرج سليمان باشا الخادم على عدن ودخلها، وأنهى بذلك حكم الأمير عامر بن داوود آخر حكام بني طاهر. وعين سليمان باشا الخادم حاكمًا على اليمن من قبله اسمه بهرام. ثم توجه بعد ذلك إلى الهند حسب مخطط سير الحملة. وقد توقف سليمان باشا الخادم في اليمن أثناء عودته من الهند، وحاول أن يوطد نفوذ الدولة العثمانية في تلك البلاد عام 946 هـ، 1539 م، فنظم الإدارة العثمانية في جميع مدن اليمن الرئيسية، وأقام الولاة عليها، وبناءً عليه اعتبر القائد سليمان باشا الخادم الرجل العثماني الأول الذي ركز دعائم الحكم العثماني في اليمن ونظمه تنظيمًا إداريًا عثمانيًا، كما عُدّ ذلك ابتداء الفتح العثماني لليمن، لأن النظام الإداري في اليمن، وحكامه كانوا يعملون بالأنظمة المملوكية، وكان حكام المناطق حكامًا محليين كل منهم يعمل في دائرة نفوذه وأنظمته وقوانينه. وبحلول عام 948 هـ، 1541 م، أطلق العثمانيون ولأول مرة لقب باشا على حاكم اليمن، ومنح رتبة إدارية عثمانية هي رتبة بيلربي (بك البكوات)، وكان قبل ذلك التاريخ يلقب حاكم اليمن بلقب بك فقط.
وعلى الرغم من السيادة العثمانية في اليمن، والتنظيم الإداري العثماني فيه، وقوة الدولة العثمانية وشبابها وقتذاك، إلا أن نفوذ أئمة اليمن من الزيديين ظل قويًا وفاعلاً، وامتد إلى مناطق كبيرة من البلاد اليمنية، خاصة في المناطق الجبلية، وحصن الأئمة الزيديون مدينة تعز التي احتلها الوالي العثماني الجديد على اليمن أُوَيس باشا الذي وصل إلى اليمن عام 953 هـ، 1546 م. واستطاع هذا الوالي أن يوطد السيادة العثمانية على منطقة أوسع، وخاصة في المناطق الجبلية التي لم يصل إليها العثمانيون. واستطاع الوالي أن ينظم جندًا محليًا من اليمنيين يعملون جنبًا إلى جنب مع القوات العثمانية، لكن العسكر غدروا به وقتلوه. فتولى الأمر أزدمر باشا وهو من العسكر العثمانيين في اليمن. وأزدمر باشا مملوكي من الشركس، انتظم في خدمة العثمانيين، وعين واليًا على اليمن برتبة باشا. ومن أعماله في اليمن: محاربة الأئمة الزيديين، ودخول صنعاء، وجعلها مركزًا للولاية العثمانية ومكانًا لإقامة الباشا.
ظل أزدمر هذا في الباشوية حتى عام 964 هـ، 1556 م، فخلفه على باشوية اليمن مصطفى باشا المعروف بالنشار، وهكذا توالى تعيين الولاة العثمانيين على اليمن بشكل منتظم. ومن اليمن قرر العثمانيون في عهد السلطان سليمان القانوني احتلال بلاد الحبشة بقصد حماية البحر الأحمر والمقدسات الإسلامية في الحجاز من هجمات دولة البرتغال الاستعمارية التي حاولت ضرب النفوذ الإسلامي في البحار الدافئة، وهذا الأمر في حد ذاته يوضح مدى أهمية اليمن، خاصة سواحله وموانئه بالنسبة للاستراتيجية العثمانية في مناطق البحر الأحمر، وبحر العرب، والخليج العربي. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحبشة كانت حليفة للبرتغاليين في المنطقة. وصادف أن كانت حالة من الفوضى والاضطرابات تجتاح بلاد الحبشة، مما مكن العثمانيين من بسط نفوذهم على منطقة مدينة مصوع، ومدينة سواكن، فاستطاع العثمانيون بسط سيادتهم على المنطقة الساحلية من بلاد الحبشة دون التوغل في داخل البلاد، وإنهاء الحكم الحبشي الذي يتعاون مع البرتغال في الهجوم على مناطق العالم الإسلامي خاصة في مناطق البحر الأحمر.
ثار الأئمة الزيديون ضد العثمانيين عام 954 هـ، 1547 م بقيادة الإمام مطهر بن شرف الدين الزيدي، وساعده عدد من العسكر العثمانين الذين تمردوا على السلطة العثمانية في اليمن بسبب ضعف رواتبهم. وتعمقت الثورة اليمنية بسبب الخلاف القائم بين الوالي العثماني في زبيد وتهامة والوالي العثماني في صنعاء والمناطق الجبلية. ونمت الثورة الزيدية وازدهرت بعد وفاة السلطان سليمان القانوني. فدخل الإمام مطهر الزيدي مدينة صنعاء عام 975 هـ، 1567 م، مما جعل السلطان سليم الثاني يرسل سنان باشا والي مصر إلى اليمن على رأس حملة عسكرية لإعادة الأمن والنظام فيه، وكان ذلك عام 977 هـ، 1569 م. وتمكن سنان باشا من دخول صنعاء، وإرساء قواعد الأمن والنظام العثماني في اليمن، وبناء عليه، عدّ هذا الإنجاز العثماني الجديد في اليمن، الفتح العثماني الثاني لليمن، حيث إن الفتح الأول بدأ عام 946 هـ، 1539 م.
ومع هذا كله ظل الأئمة الزيديون على حالهم، فتعاملوا مع الولاة العثمانيين أحيانًا بشكل حسن، وظلوا يحافظون على استقلالهم في مناطقهم. وظل الأئمة الزيديون في أوقات كثيرة يثورون ضد السلطة العثمانية. فثار الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد، وشملت ثورته مناطق يمنية واسعة، مما أدى بالدولة العثمانية إلى إرسال حملات عسكرية ضد ثورته. ثم قامت ثورة أخرى بقيادة الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم ضد الوالي العثماني أحمد فضلي عام 1031 هـ، 1621 م، فاستولى على صنعاء وتعز وعدن، واستطاع إخراج العثمانيين من اليمن عام 1046 هـ، 1636 م. وقد تمكن من ترسيخ دولة الإمامة الزيدية في اليمن، ومن هنا أصبح الأئمة الزيديون رمز الثورة اليمنية ضد العثمانيين.
كانت الدولة العثمانية قد قررت تعيين واليين على اليمن عام 974 هـ، 1566 م، أحدهما في ولاية اليمن المشكلة من التهائم والسواحل ومركزها مدينة زبيد، والثاني في ولاية اليمن المشكلة من تعز وصنعاء ومناطق الجبال، وهي محاولة هدف منها تثبيت دعائم الحكم العثماني في اليمن، وإرساء دعائم الأمن والنظام والاستقرار في المنطقة اليمنية التي ظلت تثور ضد الدولة على مدى التاريخ والوجود العثماني في اليمن. ويبدو أن تجربة العثمانيين هذه في تقسيم اليمن إلى قسمين قد أضعفت وجودهم فيه، وحدثت مشكلات كثيرة من جراء ذلك، مما شجع القوى المحلية للخروج على سيادة العثمانيين، ومحاولة تكوين سيادات محلية مستقلة، مستفيدة من الظروف والأحوال السيئة التي كانت تتعرض لها الدولة العثمانية بين الحين والآخر.
كانت الدولة العثمانية تدفع رواتب الجند والموظفين العثمانيين في اليمن تبعًا لنظام ساليانليّ، أي النظام السنوي، والمرتبات السنوية التي تدفع من واردات اليمن، ولم يكن في اليمن نظام الإقطاعات المعمول به في مناطق أخرى من ولايات الدولة العثمانية. وكانت موارده تصرف على رواتب الجند والموظفين، وما يزيد عن ذلك يرسل إلى المسؤولين العثمانيين. والواقع أن رواتب الجند والموظفين في اليمن قد تأثرت كثيرًا بالأوضاع الاقتصادية والداخلية في اليمن، وتأثرت كذلك بأحوال الأمن والنظام والاستقرار.
وقع انقسام بين صفوف أئمة اليمن، وحدث ضعف في السيادة العثمانية أيضًا، مما مهد إلى قيام حركات قبلية أدت إلى استقلال كل من حضرموت ولحج عام 1145 هـ، 1732 م، وعمت البلاد حالة من الفوضى والاضطراب بسبب الفراغات السياسية نتيجة لضعف السيادة العثمانية على اليمن. وحاولت الدولة العثمانية أن تسد هذا الفراغ عن طريق واليها محمد علي باشا الذي خاض حروبًا كثيرة في مناطق الجزيرة العربية، خاصة في عسير، ومناطق تهامة. وظلت حملات محمد علي تتوالى على عسير وتهامة ومناطق اليمن حتى عام 1256 هـ، 1840 م، إلى أن حددت معاهدة لندن نفوذه وحكمه في ولاية مصر فقط.
الاحتلال البريطاني
تعدّ عدن منطقة استراتيجية مهمة بالنسبة للدول الكبرى ذات المصالح التجارية والملاحية في البحار الدافئة، وفي مناطق شرقي آسيا، خاصة الهند. وكانت بريطانيا تهتم إلى حد كبير بعدن لأنها واقعة على طريق مواصلات الإمبراطورية البريطانية في الشرق. وهي مهمة أيضًا بالنسبة لشركة الهند الشرقية الإنجليزية العاملة في المنطقة. ويعد ميناء عدن، وجزيرة بريم الواقعة في فوهة مضيق باب المندب، وجزيرة كمران في البحر الأحمر، وجزيرة سوقطرى في المحيط الهندي من المواقع الرئيسية بالنسبة للمصالح البريطانية.
احتلت القوات البريطانية جزيرة بريم عام 1214 هـ، 1799 م. وفي عام 1255 هـ، 1839 م احتلت هذه القوات مدينة عدن بعد مقاومة محلية عنيفة. أخذت بريطانيا توسع حدود منطقة استعمارها بشكل تدريجي، في الوقت الذي انشغلت فيه الدولة العثمانية في حربها مع القوى المحلية اليمنية بزعامة الأئمة الزيديين فوسعت نفوذها الاستعماري على سواحل اليمن الغربية. وفي عام 1333 هـ، 1915 م أصبحت كل المقاطعات الشرقية والغربية تابعة لحكم بريطاني، وأشرف عليها نائب الملك البريطاني في الهند، وكانت عدن تابعة لنفوذه أيضًا. وفي المقاطعات الشرقية توجد: سلطنة القعيطي وقاعدتها المكلا، والكثيري وقاعدتها سيون، والمهد وقاعدتها المهد وقشن وسوقطرى ومركزها سوقطرى ومشيخة بير علي ومركزها بيرعلي ومشيخة حورة السفلى ومركزها حورة. وهناك محميات ومقاطعات غربية منها سلطنة لحج وقاعدتها الحوطة، والصبيحة وقاعدتها الطور، والعقارب وقاعدتها بير أحمد، والحواشب وقاعدتها مسيمير، والعوالق العليا ومركزها مضاب، والعوالق السفلى ومركزها أحور، وإمارة الفضلي ومركزها شقرة، ويافع العليا وقاعدتها المجحته، ويافع السفلى وقاعدتها القارة، وإمارة الضالع ومركزها الضالع، وإمارة بيحان ومركزها القبض.
...يتبع🌋🌊🌎🌉💒
حــــ2/ أزال "اليمن ,تاريخ اليمن"
Yemen, History of Yemen
=====
احتلت القوات البريطانية جزيرة بريم عام 1214 هـ، 1799 م. وفي عام 1255 هـ، 1839 م احتلت هذه القوات مدينة عدن بعد مقاومة محلية عنيفة. أخذت بريطانيا توسع حدود منطقة استعمارها بشكل تدريجي، في الوقت الذي انشغلت فيه الدولة العثمانية في حربها مع القوى المحلية اليمنية بزعامة الأئمة الزيديين فوسعت نفوذها الاستعماري على سواحل اليمن الغربية. وفي عام 1333 هـ، 1915 م أصبحت كل المقاطعات الشرقية والغربية تابعة لحكم بريطاني، وأشرف عليها نائب الملك البريطاني في الهند، وكانت عدن تابعة لنفوذه أيضًا. وفي المقاطعات الشرقية توجد: سلطنة القعيطي وقاعدتها المكلا، والكثيري وقاعدتها سيون، والمهد وقاعدتها المهد وقشن وسوقطرى ومركزها سوقطرى ومشيخة بير علي ومركزها بيرعلي ومشيخة حورة السفلى ومركزها حورة. وهناك محميات ومقاطعات غربية منها سلطنة لحج وقاعدتها الحوطة، والصبيحة وقاعدتها الطور، والعقارب وقاعدتها بير أحمد، والحواشب وقاعدتها مسيمير، والعوالق العليا ومركزها مضاب، والعوالق السفلى ومركزها أحور، وإمارة الفضلي ومركزها شقرة، ويافع العليا وقاعدتها المجحته، ويافع السفلى وقاعدتها القارة، وإمارة الضالع ومركزها الضالع، وإمارة بيحان ومركزها القبض.
انضمت ست سلطنات في اتحاد فيما بينها عام 1378 هـ، 1958 م بدعم من بريطانيا ومؤازرتها. ثم انضمت إلى هذا الاتحاد لحج، ثم تتابع انضمام السلطنات والمشيخات والإمارات، ثم انضمت إليه مستعمرة عدن عام 1382 هـ، 1962 م، وسُمِّي هذا التكوين السياسي الاتحادي باسم اتحاد الجنوب العربي. وفي عام 1388 هـ، 1968 م، قررت بريطانيا الانسحاب من جنوب اليمن المحتل، وتنافست القوى اليمنية على من سيتولى أمور البلاد بعد الانسحاب البريطاني. وظهرت جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل بقيادة عبدالقوي مكاوي، وجبهة التحرير الوطنية بقيادة قحطان الشعبي. وحارب أتباع الجبهتين الإنجليز، وتحاربوا أيضًا فيما بينهم، وفي آخر المطاف سلمت بريطانيا مقاليد الحكم في اليمن الجنوبي إلى جبهة التحرير الوطنية بزعامة قحطان الشعبي، وغادرت القوات البريطانية جنوب اليمن عام 1387 هـ، 1967 م، وأعلن اليمنيون الجنوبيون قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، جمهورية عربية مستقلة.
حدث تغيير في الحكم في اليمن الجنوبي عام 1389 هـ، 1969 م فوضع قحطان الشعبي تحت الإقامة الجبرية، وتولى السلطة سالم ربيع علي، وتولى رئاسة الوزارة محمد علي هيثم، ثم علي ناصر محمد الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع أيضًا. وقامت حركة انقلابية أخرى أطاحت بسالم ربيع علي، وتسلم عبدالفتاح إسماعيل مقاليد الحكم. وبعد بضع سنوات حدث انقلاب آخر أنهى حكم عبدالفتاح إسماعيل، وتولى الحكم من بعده علي ناصر محمد، وهكذا ظلت الأمور في اليمن الجنوبي مضطربة ردحًا من الزمن وقد أثَّر ذلك على الوضع الاقتصادي في البلاد.
الأئمة الزيديون والخلافات المحليّة
حدث خلاف بين الأئمة الزيديين، وطلب الإمام محمد بن يحيى النجدة والمساعدة من الأمير عائض بن مرعي، حاكم عسير. فأرسل عائض بن مرعي قوة عسكرية لمساعدة الإمام محمد بن يحيى، واستطاعت هذه النجدة دعم الإمام محمد بن يحيى وتثبيت سلطته في صنعاء، على أن يكون تابعًا لسيادة عائض بن مرعي. وكان عائض ابن مرعي مؤيدًا ومدعومًا من قبل الدولة السعودية.
لم تدم العلاقة الحسنة بين الإمام محمد بن يحيى وبين عائض بن مرعي، مما أدى بابن مرعي إلى أن يرسل حملة عسكرية تحت زعامة الشريف حسين بن علي حيدر، عامل ابن مرعي على أبوعريش، لتأديب الإمام محمد بن يحيى. لكن اليمنيين هزموا جيش الشريف حسين بن علي حيدر، وأسروا قائده ابن حيدر.
انتهز العثمانيون في الحجاز فرصة الخلاف الناشب بين آل مرعي والإمامة الزيدية في اليمن، فأرسلوا جيشًا عثمانيًا احتل الحديدة وبعض أجزاء من تهامة سنة 1266 هـ، 1849 م. وتمكن توفيق باشا والي جدة العثماني من دخول صنعاء دون أن يلقى مقاومة تذكر. وحدث تفاهم بين الوالي العثماني توفيق باشا والإمام محمد بن يحيى، مما أغضب اليمنيين الذين ثاروا على الإمام محمد بن يحيى، وألقوا القبض عليه، ونصبوا الإمام الزيدي علي بن المهدي بديلاً عنه، وقد تمكن الثوار اليمنيون من إخراج القوات العثمانية من صنعاء.
وجه العثمانيون حملة جديدة إلى اليمن عام 1285 هـ، 1868 م لتأديب الثوار اليمنيين. أبدى اليمنيون بسالةً في مقاومة هذه الحملة وفرضوا على العثمانيين الحصار حتى اضطروهم إلى الاستسلام.
وتحت ضغط الثورة الزيدية والأئمة الزيدية على العثمانيين في اليمن، اضطر الوالي العثماني عزة باشا أن يعقد صلحًا مع الإمام الزيدي اليمني يحيى حميد الدين عام 1329 هـ، 1911 م في دَعَّان، وهي قرية غربي مدينة عمران، وأهم شروط اتفاقية دعان هي: 1 أن يشرف الإمام يحيى حميد الدين على شؤون القضاء والأوقاف وتعيين الحكام والمرشدين. 2 تشكيل محكمة مؤلفة من هيئة شرعية تكون في الواقع محكمة استئناف للنظر في الشكاوى التي يعرضها الإمام. 3 أن يكون مركز المحكمة الاستئنافية في مدينة صنعاء، وينتخب الإمام رئيسها وأعضاءها، وتصدق على هذا التعيين الدولة العثمانية. 4 في حال صدور أحكام بالقصاص، لابد أن تصادق عليها الحكومة العثمانية في الآستانة، وصدور الإرادة السنية بذلك، بشرط ألا يتجاوز زمن تلك الإجراءات أربعة أشهر. 5 تكون في اليمن ولاية عثمانية يتصل الإمام بها مباشرة، وهي بدورها تحيل الأمر إلى الآستانة. 6 يحق للحكومة العثمانية أن تعين قضاة شرعيين في المناطق التي يوجد فيها سكان شوافع وأحناف. 7 تشكيل محاكم شرعية مختلطة من قبل قضاة وعلماء من الشوافع والزيديين للنظر في الدعاوى التي تقام من قبل المذاهب المختلفة. 8 تعين الحكومة العثمانية محافظين تحت اسم مباشرين للمحاكم السيارة التي تتجول في القرى لفصل الدعاوى الشرعية هناك، وذلك دفعًا للمشقات التي يتكبدها أصحاب المصالح في الذهاب والإياب إلى مراكز الحكومة في المدن. 9 صدور عفو عام عن الجرائم السياسية. 10 لا تجبى الضرائب من أهالي أرحب وخولان وجبل الشرق مدة عشر سنوات بسبب فقرهم وخراب بلادهم. 11 ـ لا تؤخذ أي ضرائب غير التي وردت في الشرع الإسلامي. 12 ـ على الإمام أن يعطي الدولة العثمانية عُشر حاصلاته. 13 ـ يحق لمأموري الدولة العثمانية في اليمن أن يتجولوا في أنحاء اليمن بشرط ألا يخلوا بالسكينة والأمن.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الوالي محمود نديم باشا الذي خلف الوالي عزة باشا، هو آخر الولاة العثمانيين في اليمن، لأن الإمام الزيدي يحيى حميد الدين دخل مدينة صنعاء عام 1336 هـ، 1918 م، وأعلن نفسه حاكمًا مستقلاً على اليمن، وأصبح الإمام بهذا الإعلان سيد الموقف في اليمن، وأصبح عليه المسؤولية الأولى في التصدي للمشكلات والمتاعب الكثيرة الموجودة في البلاد داخليًا، ومشكلات الحدود مع جيرانه، والمشاكل التي نجمت عن احتلال بريطانيا لبلاد اليمن الجنوبي، ومشكلات الحرب العالمية الأولى وغيرها من القضايا الأساسية، مثل حادثة ضرب ميناء الحديدة اليمني بمدفعية الأسطول البريطاني في البحر الأحمر، ثم احتلاله من قبل القوات البريطانية، بمساعدة الإدريسي حاكم تهامة عسير (المقاطعة الإدريسية) على ساحل البحر الأحمر.
علاقات الإمام يحيى ببريطانيا. بعد أن قذف الأسطول البريطاني ميناء الحديدة بالمدفعية واحتله عام 1336 هـ، 1918 م، أرسلت الحكومة البريطانية بعثة الكولونيل جاكوب عام 1337 هـ، 1919 م إلى صنعاء لكن جاكوب وأفراد بعثته أسروا من قبل القبائل، ولم يتمكن جاكوب من الوصول إلى صنعاء. حاول الإمام يحيى حميد الدين أن يصفي علاقته بالبريطانيين جيرانه في اليمن الجنوبي المحتل، فأرسل القاضي عبدالله العرشي مندوباً له مقيمًا في عدن. لكن الإمام فوجيء بتسليم بريطانيا الحديدة إلى السيد الإدريسي في أعقاب الحرب العالمية الأولى، مما أدى إلى توتر العلاقات بين الإمام يحيى حميد الدين وبريطانيا عام 1338 هـ، 1920 م.
استدعى الإمام يحيى حميد الدين مندوبه العرشي من عدن. ثم شن هجومًا يمنيًا على المحميات الجنوبية المحتلة من قبل بريطانيا، مثل محمية الضالع والشعيب والقعيطي وغيرها، واحتل مدينة البيضاء، مما جعل بريطانيا ترسل بعثة السير جلبرت كلايتون إلى صنعاء عام 1921 م للتباحث مع الإمام يحيى في هذا الأمر، إلاّ أنها لم تنجح. وقام كلايتون بزيارة ثانية إلى صنعاء عام 1925 م، وفاوض خلالها الإمام مدة شهر دون أن تؤدي هذه المفاوضات إلى اتفاق مرض.
شن الإمام هجمات جديدة على المحميات المجاورة، ولجأ بعض شيوخها إلى عدن، فردت الطائرات البريطانية على هذا الهجوم بقيام غارات جوية على المدن اليمنية عام 1347 هـ، 1928 م. ومع هذا جرت محاولة لتسوية الموضوع بين اليمن وبريطانيا، وتوصل المفاوضون إلى صيغة معاهدة عام 1350 هـ، 1931 م، وقعتها بريطانيا بعد ثلاثة أعوام، أي عام 1353 هـ، 1934 م، وتبودلت وثائق التصديق على المعاهدة بين الطرفين. وأهم بنود تلك المعاهدة: 1 تعترف بريطانيا بالإمام يحيى حميد الدين ملكًا مستقلاً على اليمن، ويقصد بذلك اليمن الشمالي. 2 أن يحافظ الطرفان المتعاهدان على سياسة حسن الجوار والصداقة بينهما. 3 أن يعمل الطرفان على تخطيط الحدود بينهما، وتسوية مشكلاتهما عن طريق المفاوضات السلميّة.
وفي عام 1951 م عقدت معاهدة جديدة بين اليمن وبريطانيا إلا أنها لم تؤد إلى حل الخلافات الحدودية بين الدولتين، وبناءً عليه ظلت العلاقات متوترة. أما عن علاقة اليمن بالدول الكبرى الأخرى، فكانت علاقة حسنة مع دول الاتحاد السوفييتي، فقد سبقت اليمن جميع أقطار العالم العربي في إقامة علاقات مع السوفييت عام 1347 هـ، 1928 م، وتوقيع معاهدة معهم. وقد جددت اليمن تلك المعاهدة بمعاهدة أخرى عام 1375 هـ، 1955 م، ركزت على العلاقات الدبلوماسية والتجارية ووقع اليمن معاهدة مع هولندا عام 1352 هـ، 1933 م، ركزت على موضوع التجارة، ومعاملة سفن الطرفين معاملة الدول الأولى بالرعاية. وعقدت معاهدة مع بلجيكا عام 1355 هـ، 1936 م، ومع الحبشة عام 1354 هـ، 1935 م، ومع فرنسا عام 1355 هـ، 1936 م، وقررت فرنسا أن تقوي علاقتها مع الإمام، فسعت لأخذ امتياز بمد خط حديدي بين صنعاء والحديدة ليكون لفرنسا موطئ قدم في البحر الأحمر منافسة بذلك بريطانيا، وظلت هذه الأفكار مجرد خطط. كما أقام الإمام علاقات وديّة مع الجمهورية التركية الحديثة عام 1346 هـ، 1927 م، ومع الولايات المتحدة عام 1366 هـ، 1946 م. وظلت إيطاليا أكثر الدول الأوروبية اهتمامًا بأمر علاقاتها مع اليمن، فقوت تلك العلاقات، وعقدت معاهدة عام 1346 هـ، 1927 م بعد مباحثات في صنعاء، أجراها السنيور غاسباريني حاكم إرتريا التي كانت تحت الاستعمار الإيطالي، وجددت تلك المعاهدة عام 1355 هـ، 1936 م. وكانت إيطاليا تقدم للإمام مساعدات عسكرية وتبيعه الأسلحة والمعدات.
العلاقات اليمنية السعودية. شكل محمد بن أحمد الإدريسي إمارة صغيرة عرفت بإمارة الأدارسة في منطقة جازان ونجران أو ما يعرف في نطاق ضيق بمنطقة المخلاف السليماني في ثلاثينيات القرن التاسع عشر الميلادي. وينسب الأدارسة إلى عالم فقيه من أهل فاس بالمغرب اسمه أحمد الإدريسي. وقد حاول محمد بن علي بن محمد بن أحمد الإدريسي تقوية الإمارة خاصة بعد أن أدرك أن كلا من الشريف حسين بن علي ـ شريف مكة ـ والإمام يحيى حميد الدين ـ إمام اليمن ـ قد عدّ أرض الإمارة جزءًا من أراضيه. وكي يحافظ السيد محمد بن علي الإدريسي على إمارته اتصل بعبدالعزيز آل سعود، سلطان نجد وملحقاته، وطلب منه العون والدعم خاصة وأن سلطان نجد وملحقاته كان على علاقة سيئة مع شريف مكة وإمام اليمن وهو وقتها حاكم منطقة عسير الداخلية ويهمه أمر المنطقة الإدريسية المجاورة لحدوده. وجد الإدريسي الدعم من سلطان نجد وملحقاته واستمر منيع الجانب حتى وفاته عام 1923 م.
اضطربت الإمارة الإدريسية بعد وفاة السيد محمد بن علي الإدريسي مما دعا الحسن بن علي الإدريسي إلى توقيع معاهدة مع الملك عبدالعزيز عام 1345 هـ، 1926 م عرفت باسم معاهدة الحماية الخاصة بالإمارة الإدريسية تم بموجبها وضع ما بقي من إمارة الإدريسي تحت حماية الدولة السعودية الحديثة. فاحتفظ الملك عبدالعزيز آل سعود بموجب تلك المعاهدة بالشؤون الخارجية للمقاطعة الإدريسية، تاركًا الشؤون الداخلية للحسن الإدريسي يتصرف في إدارتها المحلية، ويساعده مندوب سعودي. لكن الإدريسي قرر استعادة نفوذه، وسلخ مقاطعته عن المملكة العربية السعودية، وحاول الاستعانة باليمن، فأرسل الملك عبدالعزيز آل سعود حملة عسكرية إلى صبيا، لم يستطع الحسن الإدريسي مقاومتها، فرحل مع أهله وأقاربه إلى اليمن. وفي عام 1353 هـ، 1934 م وقعت المملكة العربية السعودية والمملكة اليمنية في مدينة الطائف معاهدة أنهت الحرب بينهما. وفي 10/ 3/1421 هـ الموافق 12/ 6/2000 م تم توقيع معاهدة الحدود بين البلدين في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.
((الدولة السعودية الثالثة بدأت في الخامس من شوال 1319هـ، 15 يناير 1902م، وبدأ مؤسسها الملك عبدالعزيز في توحيد البلاد في إطار دولة سعودية حديثة تعيد المناطق والأقاليم التي كانت تابعة للدولة السعودية الأولى والثانية. لقدكانت نهاية الدولة السعودية الثانية مفجعة حقًا لأنها تآكلت تدريجيًا من داخلها. فكانت قبل هذا التآكل هرماً شامخًا في كيانها السياسي في الجزيرة العربية في عهد واحد من أعظم أئمتها وأقواهم الإمام فيصل بن تركي في فترة حكمه الثانية، إلا أن هذا الهرم الكبير أخذ في التآكل والتصدع نتيجة لعدة عوامل داخلية، تأتي الفتنة المحلية التي أعقبت عهد هذا الإمام في مقدمتها. وكانت النتيجة الحتمية سقوط تلك الدولة بعد أن تفسخت مناطقها، فاجتاح العثمانيون منطقة الأحساء، واجتاح آل رشيد كل البلاد النجدية، فأنهى آل رشيد حكم آل سعود في كل نجد، مع أن إمارة آل رشيد قد نشأت وتأسست بأمر من الإمام فيصل بن تركي ودعمه ومساعدته لصديقه الحميم عبدالله بن رشيد حين عينه أميراً على جبل شمر. ومنذ ذلك العهد والإمارة الرشيدية قائمة، تلك الإمارة التي قوضت دعائم الحكم السعوديّ في نجد ثُمَّ أسقطته في عهد الإمام عبدالرحمن بن فيصل آخر أئمة الدولة السعودية الثانية. ))
علاقات اليمن الخارجية الأخرى. شارك اليمن مع وفود الدول العربية الأخرى في بحث القضية الفلسطينية في مؤتمر القاهرة عام 1358 هـ، 1939 م، وفي بلودان بسوريا عام 1366 هـ، 1946 م، ووقف اليمن إلى جانب أشقائه في الدفاع عن قضية العرب والمسلمين، في قضية فلسطين. واشترك اليمن في مباحثات ومشاورات الوحدة العربية التي بدأها مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر، وتمخض عن تلك المحادثات قيام جامعة الدول العربية عام 1365 هـ، 1945 م. ودخل اليمن عضوًا في هيئة الأمم المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وذلك عام 1367 هـ، 1947 م. ودخل اليمن في اتحاد فيدرالي مع مصر (الجمهورية العربية المتحدة آنذاك) عام 1958 م.
المعارضة اليمنية ضد حكم الإمام. تمردت بعض القبائل عام 1344 هـ، 1925 م على حكم الإمام يحيى حميد الدين، وقد أُخمدت حركة التمرد هذه على يد قوة عسكرية قادها عبدالله بن أحمد الوزير. وقامت حركة تمردية أخرى ضد الإمام الزيدي، كانت من قبل قبيلة الزرانيق عام 1348 هـ، 1929 م، وبقيت الثورة مشتعلة عامين، بعدها تمكن سيف الإسلام أحمد بن الإمام يحيى حميد الدين من القضاء عليها بالقوة. وقامت حركة معارضة أخرى ضد الإمام يحيى قادها محمد الدباغ في مدينة البيضاء عام 1359 هـ، 1940 م وقضى عليها هي الأخرى بالقوة العسكرية. ثم قامت ثورة أخرى ضد الإمام سنة 1368 هـ، 1948 م اشترك فيها بعض أبناء الإمام يحيى، ومعهم عبدالله بن أحمد الوزير، ونجحت في الإطاحة بالإمام، إلاّ أن ابنه سيف الإسلام أحمد تمكن من القضاء على الثورة، وانتزع الحكم من الثوار بالقوة، وأصبح إمامًا على اليمن. وتوفي الإمام أحمد بن يحيى عام 1382 هـ، 1962 م، وخلفه ابنه الإمام سيف الإسلام محمد البدر الذي لُقِّبَ بالمنصور بالله. ولكن حدث انقلاب عسكري ضده بعد ثمانية أيام من توليه الإمامة، قامت به جماعة من الضباط بزعامة عبدالله السلال، وأعلن السلال ومجموعته نهاية حكم الإمامة الزيدية في اليمن وقيام الجمهورية اليمنية.
القوات المصرية في اليمن. استنجد السلال بمصر، فأمده الرئيس جمال عبدالناصر بقوات مصرية، ومعدات حربية، وحصل في اليمن صراع طويل ومرير بين أنصار الإمام أو من يُعرفون بأنصار الملكيّة اليمنية وأنصار الجمهورية. ودام الصراع مدة سبع سنوات، ولم ينته إلا عام 1389 هـ، 1969 م. وقد انسحبت القوات المصرية من اليمن عام 1387 هـ، 1967 بعد لقاء تم بين الرئيس جمال عبدالناصر والملك فيصل بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية في مدينة الخرطوم في مؤتمر القمة العربي في أعقاب هزيمة عام 1387 هـ، 1967 م في الحرب العربية الإسرائيليَّة.
تعدد الانقلابات العسكرية. وما إن تم انسحاب القوات المصرية من اليمن حتى قامت حركة جديدة أطاحت بالسلال الذي لجأ إلى بغداد، وشكل الانقلابيون مجلسًا رئاسيًا لإدارة البلاد برئاسة عبدالرحمن الإيرياني وكان القتال قد استمر في أجزاء من اليمن حتى عام 1389 هـ، 1969 م، على الرغم من انسحاب القوات المصرية من البلاد اليمنية عام 1387 هـ، 1967 م. وقد توقف القتال اليمني في أواخر عام 1389 هـ، 1969 م. ثم خرج عبدالرحمن الإيرياني من اليمن في عام 1394 هـ، 1974 م، وتسلم رئاسة الوزراء المقدم إبراهيم الحمدي. وبعد مرور ثلاث سنوات تم اغتيال إبراهيم الحمدي وتسلم رئاسة الحمهورية رئيس الأركان العقيد أحمد الغشمي، وهو من رؤساء قبيلة همدان. وبعد عام واحد، في عام 1398 هـ، 1978 م، اغتيل الغشمي وتسلم علي عبدالله صالح رئاسة الدولة.
((صالح، علي عبدالله 1363هـ - ، 1942م - ). علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية العربية اليمنية. وُلِدَ في قرية بيت الأحمر بمنطقة سنحان في صنعاء باليمن. تلقى دراسته الأولى في كُتاب القرية ثم التحق بالقوات المسلحة عام 1958م وواصل دراسته، وتنمية معلوماته العامة وهو في سلك الجندية.وفي عام 1964م التحق بمدرسة المدرعات في دورة تخصص على سلاح المدرعات. وبعد تخرجه عاد من جديد للمشاركة في معارك الدفاع عن الجمهورية في أكثر من منطقة من مناطق اليمن. مثّل اليمن منفردًا ومشتركًا مع غيره في كثير من المحادثات والزيارات الرسمية لكثير من البلدان الشقيقة والصديقة. عُيّن عضوًا بمجلس رئاسة الجمهورية المؤقت. ونائب القائد ورئيس الأركان العامة.انتخب يوم 17 يوليو 1978م رئيسًا للجمهورية وقائدًا عامًا للقوات المسلحة. انتخب أمينًا عامًا للمؤتمر الشعبي العام في 30 أغسطس 1982م. أعيد انتخابه في 23 مايو 1982م رئيسًا للجمهورية وقائدًا عامًا للقوات المسلحة. انتخبه مجلس النواب رئيسًا لمجلس الرئاسة عقب الانتخابات التشريعية التي جرت في الجمهورية العربية اليمنية يوم السابع والعشرين من أبريل عام 1993م. استطاع وبمساعدة الوحدويين إلحاق الهزيمة بالانفصاليين في الحرب التي جرت في منتصف عام 1994م وأبقى على اليمن موحدًا. وفي 27 أبريل 1997م، فاز المؤتمر الشعبي بأغلب مقاعد البرلمان، وبدأ صالح فترة رئاسية جديدة. وفي نوفمبر 2000م، وافق البرلمان اليمني على تعديل الدستور بما يسمح للرئيس اليمني بمد فترة رئاسته إلى سبع سنوات بدلاً من خمس وبحل البرلمان. وقضى التعديل، أيضًا، بمد دورة البرلمان إلى ست سنوات بدلاً من أربع سنوات. وقد أحيلت مشروعات التعديلات الدستورية على استفتاء شعبي في فبراير 2001م وتمت الموافقة عليها. وتم انتخاب ممثلي المجالس المحلية والمحافظات في اليوم نفسه.))
على الرغم من كثرة الحوادث السياسية في اليمن، وعلى الرغم من الحرب الأهلية اليمنية وكثرة الاضطرابات فيه إلا أن تطورات اقتصادية وتنموية قد أخذت مكانها في اليمن، فقد أنشات شركة للتجارة الخارجية، وشركة الكبريت، وشركة التبغ، وشركة المحروقات، وشركة المخا الزراعية، وشركة الكهرباء، والشركة اليمنية لتعدين الملح، ومؤسسة القطن العامة، ومصنع الغزل والنَّسيج، وعدة مشروعات زراعية، وشركة ظفار للملاحة البحرية، وشركة الخطوط الجوية اليمنية، والمؤسسة اليمنية للهندسة والمقاولات، ومؤسسات أخرى تعنى بالبناء والتشييد. كما أنشئت في البلاد المستشفيات، وأقيمت المدارس المنظمة، وشيدت جامعة صنعاء. وأنشئت في البلاد عدة طرق حديثة. وقدمت بعض الدول المساعدات لليمن ويأتي على رأسها المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والاتحاد السوفييتي السابق، والصين الشعبية، والولايات المتحدة الأمريكية.
الوحدة اليمنية
جرت في اليمنين عدة محاولات لقيام وحدة بينهما، تضم اليمن الشمالي واليمن الجنوبي. فأهم مقومات الوحدة في اليمن الدين الإسلامي والتاريخ الواحد، والآمال والأهداف الواحدة، واللغة الواحدة، وتقارب العادات والتقاليد والأساليب الاجتماعية بوجه عام، والارتباط بوحدة جغرافية مشتركة.
وبفضل المساعي المشتركة بين الحكومتين اليمنيتين حدث توحيد لشطري اليمن في 22 مايو عام 1990 م، وتسلم رئاسة الدولة رئيس اليمن الشمالي علي عبدالله صالح، وأصبح نائب الرئيس علي سالم البيض. ومرت على الوحدة أربع سنوات بدأت تظهر خلالها الصعوبات والمعوقات التي يحتاج حلها إلى صبر ورويَّة ونكران الذات خدمة للشعب اليمني. وقد تعمقت الخلافات إلى حد اندلعت فيه الحروب والمعارك بين الشطرين الموحدين رغم تدخُّل بعض الدول العربية للمصالحة بينهما، وتوسُّط جامعة الدول العربية، وتوقيع وثيقة العهد والاتفاق بين الرئيس علي عبدالله صالح ونائبه علي سالم البيض في مدينة عَمَّان بالأردن. توسع مجال الخلاف بين الطرفين، بعد أن أعلن اليمن الجنوبي انفصاله عن اليمن الشمالي مستعيدًا اسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ممّا أتاح فرصة قيام تدخل دولي، فأصدر مجلس الأمن الدولي في يوم الأربعاء في مطلع شهر يونيو عام 1994 م قرارًا بوقف القتال الدائر فورًا، وقيام لجنة من هيئة الأمم لتقصي الحقائق، وفرض حصار على توريد الأسلحة للطرفين المتصارعين. انتهت الحرب بهزيمة مجموعة علي سالم البيض وإعادة توحيد الشطرين في دولة واحدة يرأسها علي عبدالله صالح وعاصمتها صنعاء. وفي أبريل 1997 م، أعيد انتخاب الرئيس علي عبدالله صالح لفترة رئاسية جديدة.
وفي نوفمبر 2000 م، وافق البرلمان اليمني على تعديل الدستور بما يسمح للرئيس اليمني بمد فترة رئاسته إلى سبع سنوات بدلاً من خمس، وبحل البرلمان ومد دورة البرلمان إلى ست سنوات بدلاً من أربع. وفي الاستفتاء الذي أجري في مارس 2001 م، وافق اليمنيون على التعديلات الدستورية بنسبة 2.73%. وتم في الشهر نفسه انتخاب ممثلي المجالس المحلية والمحافظات، وفاز مرشحو حزب المؤتمر الشعبي بمعظم المقاعد. يذكر أن إجراء الانتخابات في هذه المجالس هي الأولى بعد توحيد الشطرين.
خلاصة الجمهورية اليمنية
العاصمة صنعاء
اللغة الرسمية اللغة العربية
الإسم الرسمي الجمهورية اليمنية
العملة الريال اليمني. 1 دولار أمريكي يساوي 13,382 ريالاً يمنياً (1999م)
المساحة 453,000كم² تقريباً
عدد السكان (1998م) 16,388,000 نسمة
علم الدولة: يتألف العلم الوطني من ثلاثة ألوان على الترتيب من أعلى إلى أسفل: الأحمر، الأبيض، الأسود، وهو على شكل مستطيل، يتكون من ثلاثة مستطيلات بالألوان الثلاثة.
الشعار: يتكون من نسر ،جناحاه على العلم الوطني، ويرتكز على قاعدة كتب عليها: الجمهورية اليمنية. ونقش على بطن النسر سد مأرب وشجرة البن. ويرمز النسر إلى قوة الشعب وانطلاقه في أفق التحرر، بينما يرمز سد مأرب وشجر البن إلى أبرز خصائص اليمن.
السطح:
الإرتفاع: أقصى ارتفاع: قمة جبل النبي شعيب 3,760م، أدنى انخفاض سطح البحر. طول السواحل 2,000كم.
المنتجات الرئيسية:
الزراعة: الحبوب، الخضراوات، الفواكه، القات، البن.
الصناعة: الصناعات اليدوية، مواد البناء، الصناعات التحويلية، الصناعات المعدنية، صناعات النفط والغاز.
التعدين: الحجر الجيري، الجرانيت، رواسب الحديد، النحاس، الملح الصخري، النفط.
الإحصاء السكاني:
الكثافة السكانية: (1998م) 29,5 نسمة/كم².
التوزيع السكاني: (1996م): سكان الحضر 29%، سكان الريف 71%. الجنس (1994م): الذكور 51,23%، الإناث48,77%.
توقعات عدد السكان: قدر عدد السكان عام 2000م بنحو 17,521,000 نسمة، (2010م) 24,794,000 نسمة.
فترة مضاعفة السكان: 21 سنة.
التركيب العرقي (1998م): عرب بصورة عامة.
الانتساب الديني: 99,9% مسلمون، 0,1% غيرهم.
المدن الرئيسية: (1995) صنعاء 1,429,651 نسمة، تعز 1,643,901 نسمة، الحديدة 1,293,359 نسمة، حجة 381,249 نسمة، عدن (1986) 318,000 نسمة.
إحصاءات حيوية:
معدل المواليد لكل 1000 شخص (1994): 45,1 (المعدل العالمي 25).
معدل الوفيات لكل 1000 شخص (1994): 11,8 (المعدل العالمي 9,3).
معدل الزيادة السكانية الطبيعية لكل 1000 شخص (1994): 33,3 (المعدل العالمي 5,7).
معدل الإنجاب (لكل امرأة منجبة 1994): 7,4.
متوسط الأعمار (1994م): الذكور 55,9؛ الإناث 59,1.
حجم الأسرة (1994): 6,7.
الاقتصاد الوطني:
الميزانية (1995م): الإيرادات 87,951,000,000 ريال يمني (إيرادات جارية 75,7% منها 26,9% إيرادات الدولة، 18,4% التجارة الدولية، 15,6% ضرائب الدخل والأرباح؛ إيرادات التنمية 19,7%؛ قروض وهبات 4,7%) . المصروفات 124,140,409,000 ريال يمني (الدفاع 25,2% ، التعليم 17,6% ، النظام العام والأمن 8,1% ، الصحة 4,7%.
الإنتاج: (بالأطنان المترية، مالم يذكر غير ذلك) الزراعة والغابات وصيد الأسماك (1997): الذرة 450,000، البطاطس 185,000، الطماطم 245,000، القمح 170,000، العنب 153,000، البطيخ 95,000، الموز 79,000، البصل 68,000، الباباي 57,500، الدخن 56,000 المواشي (عدد الحيوانات الحية) الأغنام 4,000,000، الماعز 3,600,000، الأبقار 1,190,000، الحمير 500,000، الجمال 180,000، الخيول 3,000، الدجاج 21,900,000، الأخشاب (1995): 324,000م§، صيد الأسماك (1994): 86,811. التعدين وأعمال المحاجر (1994): الملح 280,000، الجبس 80,000، الصناعة (القيمة بالمليون ريال يمني عام 1995): المواد الغذائية والتبغ 417,334، المواد الكيميائية ومنتجاتها 136,543، منتجات معدنية لافلزية 75,396 منتجات ورقية 26,018، ملابس ومنسوجات 11,713، منتجات معدنية أساسية 21,828، منتجات الأخشاب 3,731، إنتاج الطاقة (الاستهلاك): الكهرباء (كيلو واط/ساعة 1994): 1,958,000,000 (1,958,000,000)، النفط الخام (برميل 1996) 135,050,000 ([1994]25,945,000)، منتجات نفطية (طن متري 1994): 3,330,000 (3,100,000).
النشاط الاقتصادي للسكان (1994م): المجموع 3,320,950، معدل النشاط بالنسبة إلى مجموع السكان 24,4%. معدلات المشاركة: السن من 15فأكثر 45,8%، النساء 18,2%.
الناتج الوطني الإجمالي (1996): 6,016,000,000 دولار أمريكي (نصيب الفرد 380 دولارًا أمريكيًا).
بنية الناتج الوطني الإجمالي والقوى العاملة
1994م 1986م
القيمة ملايين الريالات اليمنية % من الإجمالي القــوى العاملة % من القوى العاملة
الزراعة 39,178 18,2 1,151,348 56,3
التعدين 21,476 9,8 11,771 0,6
الصناعة 28,034 12,8 94,913 4,6
المرافق العامة 1,640 0,8 160,952 7,9
الإنشاءات 6,821 3,1 32,852 1,6
النقل والاتصالات 23,797 10,9 107,611 5,3
التجارة 31,289 14,3 248,979 12,2
المالية 13,578 6,2 8,757 0,4
الإدارة العامة والدفاع 44,593 20,4 226,054 11,1
الخدمات 1,758 0,8 - -
أخرى 5,572 2,6 - -
المجموع 218,276 100 2,043,237 100
الديون العامة (خارجي قائم 1994): 5,306,000,000 دولار.
استخدام الأرض (1994م): الغابات 3,8%، المروج والمراعي 30,4، الأرض الزراعية والأراضي دائمة الاستثمار للزراعة 2,9%، غيرها 62,9.
السياحة: ما تحقق من الزوار (1995): 38,000,000 دولار أمريكي، نفقات المواطنين في الخارج 76,000,000 دولار أمريكي.
التجارة الخارجية
الميزان التجاري
1989م 1990م 1991م 1992م 1993م 1994م
مليون ريال يمني -10,839 -13,797 -8,582 -18,238 -25,382 -29,389
% من الإجمالي 44,5% 49,4% 37,7% 60% 69% 76,6%
الواردات (1995م): 1,537,800,000 دولار أمريكي (آلات ومعدات نقل 23,1%، سلع أساسية مصنعة 23%، مواد غذائية وحيوانات حية 22,1%، منتجات كيميائية 8,2%، وقود معدني 7,9%، مشروبات وتبغ 2,1%). جهات الاستيراد الرئيسية: الدول العربية 32,8%، آسيا 28,1% منها 4% من اليابان، 1,6% من الهند، دول الاتحاد الأوروبي 23,2%؛ الأمريكتان 11,6% منها 7,7% من الولايات المتحدة.
الصادرات (19995م): 1,780,600,000 دولار أمريكي (وقود معدني 95,3%؛ مواد غذائية وحيوانات حية 5,2%؛ معادن خام 2,1%). جهات التصدير الرئيسية: آسيا 85,4% منها 12,7% لليابان، 0,1% للهند، الدول العربية 9,8% إفريقيا 3,3%، دول الاتحاد الأوروبي 0,6%؛ الأمريكتان 0,3%.
النقل والاتصالات:
النقل. السكك الحديدية: لاتوجد، الطرق، إجمالي الأطوال 64,605كم (المعبد منها 7,9%) وسائل النقل (1995): سيارات الركاب 229,084، الشاحنات والحافلات 282,615، الملاحة التجارية (1992): السفن (100 طن فأكثر) 40، إجمالي الوزن الثابت 13,653، النقل الجوي (1994): عدد الركاب/كم 1,183,000,000 راكب/كم، الشحن الجوي 119,000,000 طن/كم، المطارات (1997): برحلات.
الاتصالات: الصحف اليومية (1992م) العدد الإجمالي 4، إجمالي التوزيع 236,000 نسخة، معدل التوزيع لكل 1000 شخص 19، الراديو (1995): عدد أجهزة الاستقبال 665,000 (جهاز لكل 24,1 شخص)، التلفاز (1995): عدد أجهزة الاستقبال 100,000 (جهاز لكل 160 شخص) الهاتف (عدد الخطوط الرئيسية 1993): 162,100 (خط لكل 83 شخص).
التعليم والصحة
التعليم (1993-1994م)
المدارس المعلمون الطلاب % الطلاب للمعلمين
الابتدائي (من 7 -12 سنة) 8,045 70,700 2,400,836 34
الثانوية ( من13-18 سنة) 852 8,617 194,663 22
المهني وتدريب المعلمين 181 875 48,415 55,3
العالي* 2 2,185 80,026 38,6
* الجامعات فقط
المستوى التعليمي: (1986م): نسبة السكان من سن 10 سنوات فأكثر الذين لم يتلقوا تعليمًا نظاميًا 74,2%، الذين يجيدون القراءة والكتابة 19,8%، الذين تلقوا التعليم الابتدائي 4%، التعليم الثانوي 0,6% التعليم العالي 0,6% تعليمهم غير محدد 0,8%، الإناث المتعلمات 23,1%.
الصحة (1995): عدد الأطباء: 3,220 (طبيب لكل 4,530 شخص)، عدد أسرة المستشفيات: 9,169 (سرير لكل 1,582 شخص، معدل وفيات الأطفال لكل 1000 مولود (1996): 72.
الطعام: (1995م) السعرات التي يتناولها الفرد يوميًا 2,025 (منتجات نباتية 94%، منتجات حيوانية 6%) 84% من الحد الأدنى الذي أوصت به منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
القوات المسلحة: عدد أفراد القوات المسلحة في الخدمة الفعلية (1997): 66,300 (الجيش 92%، القوات البحرية 2,7%، القوات الجوية 5,3%) نسبة النفقات العسكرية للناتج الوطني الإجمالي (1993) 15,7% (المعدل العالمي 5,3%)، نصيب الفرد في النفقات العسكرية: 100 دولار أمريكي.